غفلة العمر - نبيلة الخطيب

في غفلة العمر لا حُزنٌ ولا ألمُ
ولا ابتهاجٌ بإنجازٍ ولا ندمُ

ولا يمرّ بنا طيفٌ فنذكرَه
ولا يلوذُ بنا وجدٌ ويضطرمُ

نمضي كأنّ خيوط الوقت عابثةٌ
تعلو بنا الريحُ حيناً ثم نرتطمُ

باتت تُغالبنا الدنيا فتغلبنا
عيشٌ ضروسٌ به نكبو ونقتحمُ

تجتاحُنا لججُ الإحساس مجمرةً
بين الجفون وفي أضلاعنا حممُ

نُكيلُ أعمارَنا للخاطرات ولا
نُقيمُ وزناً لمن شَحّوا ومن كرُموا

لليل حَدّ كحدّ الموت بيدَ له
غمدٌ من الشمس عند الفجر يندغمُ

الميتتةُ الصُغرى تلهو بهدءته
ويستفيقُ على أجفانه الحُلُمُ

من ذا يرد إلى الأنفاس جذوتها
إمّا استحالت إلى ميقاتها الذممُ؟

نغفو ونذهلُ عنا حين يُدركنا
عضّ البنان وعنا تذهل الهممُ

نرجو المتاهات والأنواءُ مشرعة
بالوادِ يوم هجوم السيل نعتصمُ

وحين تفتتحُ الأيامُ زهوتها
نبكي لقِلّتنا فيها ونختتمُ

كلّ الفضاءات سَدّتها عوارضنا
وكل سَدٍ بناه الوهمُ ينهدمُ

إلا الذين لهم في النفس كُوّتُها
فالنورُ عند صراعات الدّجى الحَكَمُ

والعزمُ والصبرُ والإيمانُ عُدّتُهم
والسيفُ مُتّكأ الأمجادِ، والقلمُ.