خوار - نبيلة الخطيب

حين أفرُّ إلى الوحشةِ
من وهْم الإلفةِ
يهجرني النبضُ
ليسكن ذاكرةَ النسيانْ
أتلوّى كعصا موسى
أسحرُ ألبابَ
المغشيِّ عليهم والعميانْ
يتململ فيَّ الوقتْ
وخوار العجلِ يُناديني
أُقبلُ…
أتراجعُ…
أُجهشُ بالصدقْ
لكن كلماتي تغفو
خلف لجام الصمتْ
فيزغرد صمتي
حين يَزُفُ
عرائس روحي
للأكفان
دَيْن
ما بين الليلك والينبوت
كانت تتمارى الأيام
على صفحة ياقوت
كان أبي يحملني بين ذراعيه
يزرع نجماً في رأسي
كان يعلمني لغة
لا يفهمها إلا سكان الغيم
كان أبي يقطف
من كل نهار..
غرة يوم
ورصّع عمري
من حضن المهد
إلى التابوت.
قبلة الياسمين
زكياً..
كما الياسمين
طرياً..
كخبز الذين يظلون
حتى ارتفاع الضحى
نائمين
طهوراً كزمزم
ندياً كآخر تشرين
هُرعتُ إليه
لأحظى ببعضي لديه
فأدركتهُ قبل بوح الصباح
وقد هدأت في خافقيه الرياح
وأغرق روحي اصطخابُ الحنين
وأحسبني حين قبّلتهُ
نسيتُ فمي فوق ذاك الجبين.