سنة حلوة - نبيلة الخطيب

واعجبي مما يَجمَعنا
نُطفئ شمعاً بقوالِبه

والكل يرددُ منسجماً
لحناً ينسابُ لساكِبه

ما سرّ البهجة تغمرنا؟
عمرٌ يجري بعقاربه

كحصانٍ من شهُب العتمةِ
لا يرحمُ كبوة راكِبه

يكتبُ في القسَمات كتاباً
يستعرضُ سيرة كاتبه

نُسقى من يمّ يلفظنا
مُرّاً ويروقُ لشاربه

تُنسي واحدَنا غفلتُه
موتاً أدنى من حاجبه

والموج تلاطمَ لا يدري
ماذا سيحلّ بقاربه

مغلوبٌ سَخّرَه التضليلُ
فنالَ النصرَ لغالِبه

هل ظنُكَ ميلادكَ يوماً
لم تدرِ عناءَ تجاربه؟

ماذا أنجزتَ عشِيّتها؟
أشهدتَ مريرَ متاعِبه؟

سل أمك هل تنسى يوماً
فِعْلَ المطلوب بطالِبه

تشدو والموتُ يصارعُها
واستلقت بين مخالبه

يا فرح الدنيا يا أملاً
خبّأه القلبُ ودارَ به

وأبوكَ ليكسوَكَ أماناً
كم باتَ غريبَ مضاربه

هو ذاك وقد أمسى كهلاً
هل صُنتَ كرامة شاربه؟

* * *

للدّوح إذا أينعَ حُسنٌ
يَهنأ مَن مرّ بجانبه

يخضرّ العودُ يُشارُ إليه
وإمّا جفّ يُشارُ به

فالمرء ُتعلّي قيمتَه
تقواه وفيضُ مناقبه

لا يُسألُ إلا منفرداً
لو ساقَ جميعَ أقاربه

إن كنتَ فكن صاحبَ فضلٍ
يرقى العلياءَ بصاحبه.

8/5/1992