فارقني - نبيلة الخطيب

فارِقني…
يا وجعي المتوالدَ في روحي
فارِقني…
أنتَ أحدُّ على بؤبؤ رؤيايَ
من الرمل
وأشدُّ على جُرحي
من ملح الغربة
أقسى أنتَ على المنسيِّ
من النسيان
فارقني…
يا آخرَ نزفٍ من أمَلي
مطرودٌ من حقل نداي
إلى آخر ظمئك..
مَنفيّ الأُنسِ إلى وحشَتِكَ السوداء
كيفَ سكبْتَ الصُّفرةَ
في ناصية الأيام الخضراء؟
قايضتُ هشيمي بالدُّفلى
ذهبَتْ ريحُك باللون الزاهي
وتركْتَ الطعمَ لحلقي
كنتَ تَأنّقتَ كثيراً
في هيئتكَ الأخرى
ما كان بريئاً وجهُكَ في مرآتي
ليسَ هِجاءً..
لكنّي شاهدتُ الغُبْرَةَ في فوديك
والكُلحةَ في ياقة ثوبك
ماذا لو علِقتْ أشواكُكَ
في مُخمل ثوبي؟
إنْ رُحتُ أسلُّ النافذَ منها
شَرخَتْ واجهةَ الكنز المرصود
وإذا أبقيتُ عليها
أقصاني الوخزُ
على صهوة صمتي
حدَّ الموت
فاليومَ نزعتُكَ من وهمي
ريشةَ طاووس
ورَكَنتُكَ في بعض زوايا ذاكرتي
لكنْ مَيْت.