انهض.. - نبيلة الخطيب

وأيقظ فجرَ
عمرِ النائمينَ
وعمرَكَ المنسيّ
في جُبّ السبات
طالَ الزمانُ وأنتَ في حال الموات
الميتونَ تململوا بين اللحود
وخامرتهم سكرة الموت الذي تحياه أنت
فعُد إليكَ للحظةٍ
وانفض ركامالموت عن عينيك
الليلُ خيّمَ في الزوال
وأنتَ ماضٍ للزوال
ويح الذين حياتهم منظومة من ذل:
ذلٌ إذا ناموا..
ذلٌ إذا قاموا..
يتنفسون الذلّ
منذ الصرخة الأولى لمولدهم
وإن ماتوا فلا يبكيهمُ أحَدٌ
ولا يترحّمنْ أحدٌ عليهم
موتٌ سكونٌ لا سكينةَ
كانوا فهانوا
ثمّ ولّوا دونما ذِكرٍ يخلّدُهم
ولا ذكرى..
تبلّ القلبَ في زمن اليباب
هل كان عمركَ
في انكسارات المواقف
غير طيفٍ من سراب؟
رفقاً بمن يتقلّبونَ
على جمار الوعد
في زمن الخراب
انهض..
تكلّم..
لم يعد للصمت
قافية تُجير الخائفين
والكفّإن غُلّت بقيد الوهن
لا ترقي جراحَ العُزّل المُستضعَفين
هي صحوة
تجلو ظلام الموت
عن تاريخ من ناموا
على رمد الفجيعة
هي هَبّة تكفي
لتنقلبَ الموازينُ
التي كم طَففتْها
صولة الفرعون
انهض..
أناخِرةٌ عصاك؟
ماضٍ..
تهشّ بها على الخيباتِ
ثم تعودُ تبكي
فسحة الحظ البليدة
السيفُ مسنونٌ
لنقطعَ كعكة الأعياد
وخيولنا..
قد سُوّمتْ صهواتها للسائحين
وربما للقفز من فوق الحواجز
عَبر تصفيق الجموع المعجبين
انهض..
ألا ويحَ الذين تكدّستْ أعمارُهم
في راحتيك..
وتبخّرتْ أحلامُهم
عند ابتلاع الرمل
مرفأ مقلتيك
مرصوفةٌ فينا العوادي
ومُعَبّدٌ تاريخُنا
بتنا العبيدَ المثقلين
بما تنوءُ به السنون
فإلامَ نبقى خائفين؟
ومُعَلّقين على أسِنّةِ بؤسِنا
في مَفرقٍ بين الضلالة واليقين
ونعاقر الدنيا
على وهْمِ الحياةِ
وهَمِّها..
حتى غدونا
نقتفي نبضَ الحياة بنا
ولكن... مَيّتين
2007/9/23