خضر عروش الروح - نبيلة الخطيب

ألم ترَ أنّ الغصنَ يورقُ خضرةً
فتنشرح الأكمامُ بالبتلاتِ؟

فخضّرْ عروشَ الروح إنّ لفيئها
عبيرا ً يبث العطر َ في الخفقاتِ

وإنّ وميضَ الروح وهي شفيفةٌ
تلألأ في العينين والقسماتِ

لك الله من قلبٍ يرقرقه الندى
دموعاً جرت في صفحة الوجنات

فترتعشُ الأوصالُ حين يهزّها
على غفلةٍ منها صدى الآياتِ

تلبي نداء الله بين عروقها
وتذهلُ عن عمر ٍ من اللذاتِ

هي الروحُ سَكرى والفؤادُ مُوَلّهٌ
عشقاً صفا في غمرة الصلواتِ

أرتّلت فجراً والرياضُ نديّةٌ
فأيقظتَ بوحَ الطير في الوَكَنات؟

وشنفتَ في نجوى القلوب شغافَها
فأسلمتَها للنور في الظلماتِ

ألا ليتني- والشوق صَدّعَ أضلُعي-
أرنو كطيفٍ ساهم ِ النظراتِ

فأعبّ من عذب المناهل جرعةً
تروي جفافَ الروح في السَّكَراتِ

وتضيء بين يديّ عمراً تائهاً
أعياهُ وعْرُ الدرب بالعثراتِ

يا أيها المصباحُ لألأكَ السنا
لمّا صهرتَ الروحَ في الكلماتِ.