بَنَفْسَجَةُ الغَرَامْ - عبد الإله زمراوي

يَا هَمْسَهَا الْمُنْسَابَ
فِي صَمْتي
شَكَوْتُكَ إتَّئِدْ
هَذَاالْهَوَى سِرٌّ
تَعَلَّقَ عِنْدَ
أسْتَارِ الْغَمَامْ!
قَدْ قُلْتُ لِلَّيْلِ الْمُمَدَّدِ
في دَمِي
"يَا لَيْلُ كُنْ"
بَانَتْ سَفَائنُ عِشْقِهَا
تَختالُ في بحرِ الهُيامْْ!
يَا هَمْسَهَا الرَّقْرَاقَ
يَسْري في
ثَنيَّاتِ الْحَريرِ
فَيَنْثَني خَصْرُالْكَلامْ!
مَا كُنْتُ أُدْرِكُ
أنَّ هَمْسَكِ
يُشْعِلُ الْمَخْبُوءَ
في صَمْتي
فَيَرْتَبِكُ الْكَلامْ!
لَمْ أحْتَمِلْ
حَتَّى أبُوحَ
عَلَى الْمَلأ
سِرَّالْهَوَى،
فَيَدُ الْحَريرِ عَلَى يَدِي
وَالْبَحْرُ مِنْ خَلْفي،
وأسْرَابُ الْحَمَامْ!
رَبّتَتْ عَلَى
خَدِّ الأزاهرِ
فارْتَوَى خَدِّي،
رَشَفْتُ الْعِشْقَ
مِنْ وُدٍّي
فأسْكَرَني الْمُدَامْ!
ذَرَفَتْ صَبَابَاتِ الْهَوَى
في أدْمُعٍ
فَثَمِلَتُ حَتَّى
جَفَّتِ الأنْهَارُ
وَانْتَحَرَ الْغَمَامْ!
يَا لَيْلَهَا اشْهَدْ
بَأنِّي قَدْ
مَزَجْتُ عُطُورَهَا
وَخلقْتُ مِنْ عِطري
بَنَفْسجَةَ الْغَرَامْ!
يَا لَيْلَهَا اشْهَدْ
بَأنِّي قَدْ
نَزَعْتُ خِمَارَهَا
فَرَأيْتُ نُورَالْبَدْرِ
مُتَّكِئًا عَلى
وَردِ الظلامْ!
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ إنِّي
قَدْ عَشِقْتُ صَبيَّةً
وَصَبَابَتي تُفْضِي
إلَى الْمَوْتِ الزُّؤَامْ!
سُبْحَانَكَ الْلَّهُمَّ إنِّي
قَدْ خَتَمْتُ رِسَالَتي
وَهَجَرْتُ أحْبَابي
وَصُمتُ عَنِ الْكَلامْ!