ربا وسكينة - بيرم التونسي

يا ولاد حكاية في البلد
ما تتنسيش طول الأبد

شابت لها راس الولد
و اختل عقل اللي كبر

يا خلق سامع صوت أنين
و شيء يقول يا مسلمين

و لما مالقاشي المعين
سكت و لا بان له خبر

يا من سمع صوت القدوم
في بيت على شارع عموم

و حس بيقول ياللا قوم
افحت يا عبد العال حفر

و جسم مين اللي اندفن
و نزلوه من غير كفن

من بعد ما انداس و انطحن
في الليل و نادى يا غفر

يا بنت دي أمك بكت
لما لقوكي في الجتت

متقطعة حتت حتت
و متقلينك بالحجر

لا بد أبكي عللي راح
من الصبايا و الملاح

الممدودين تحت السلاح
عشان رقابهم تنجزر

لا بد أبكي عللي غاب
و له سنين تحت التراب

ممتد في بيوت القحاب
لجل المقدر و القدر

ريا و جوزها في الظلام
نايمين على الروس و العظام

كأنه من ريش النعام
و لا الحرير المعتبر

اللبوة أم نياب حديد
بتسامر الضبع العنيد

و حش الجلنفات الوحيد
و إبن بياعة الجزر

بيسكروا فوق اللحود
فوق مرتبة محشية دود

تقرف تنام فوقها القرود
من دهنها اللي ينعصر

طابخين فاصوليا و سلكمه
و يغرفوا في الجمجمة

عنداً في أحسن محكمة
و لو فيها القاضي عمر

الشيء دا داير من زمان
و الخلق تشهد و الجيران

و ريا و سكينة ف أمان
ما عندناش عنهم خبر

طالع من الشباك ساروخ
من ريحة الشيح و الفاسوخ

و العفنة تضرب في النافوخ
آدي اللي خلا الشيء ظهر

انزل يا حاكم بالصرم
و اكسر لنا كل البرم

بزيادة دا اللحم انفرم
فوق الطوايل و انتظر

البنت قبله تنصطل
و بعد منها تنقتل

و الحبل حالاً ينفتل
و الجوزه ضوغري تنكسر

هاتوا المشانق و النعوش
و ريحونا م الوحوش

و انت يا بو البنت حوش
بنتك في بيتك يا بقر