قـــامة الشــــفق - عبدالقادر الكتيابي

في رثاء المرحوم الدكتور محمد عبد الحي

***

فـي الموتـتين زراف النار قال لـنا
لا فـرق عـندي بـيـن الحـرق والغرق ‍

قـلنا اقـشعر إهاب الطبل هـم بما
همت بـه ساريات البرق في الحـــدق ‍

إن الإشــارة والـبشـرى وراءهما
أفـعى مـلـووة فـي قـامـة الـشفـق

مـا بـالـنا كلمـا غـنى سـمندلنا
أو مد جذوته نخـشى مـن الصعق‍

ءآأن تـمـسك بـالألـواح طـافـيـة
قلـنا تـدروش بـيـن الشطح والحمق

لمـا رأى شـيـخه الـنفـري مـصطلما
وحت حديـقـتـه تـنهـيـدة الرمق‍

حـتى كـأن رئـة أفضت إلـى رئـة
سـر القـرابـة بـيـن الروح والعبق‍

ذاهو الفراش وهـا هـي النار قم أرني
طقس الفـناء ورقــص اللسع والرهق‍

كـذبـت بـعدك والـحـجاج رش دمي
لـلعـابرين على الأحزاب و الطرق

مـرت سـنابكهم فـي قـبـتي فـإذا
حبات مـسبحتي قلت عـن الـفرق

فيم السباق و شرط السبق في زمني
أن لا ركـوبـة إلا نـاقـة الـمـلـق ‍

يـا حي دونـك عـبـد الحـي شـارته
سـنار و الـسـقف الـنورية النسق

صوت تـجـوهـر أو سحر تـناثر مـن
نافــورة الـلغة القـدسية الألق

خـلف الـتـيجاني والمجذوب يـطـحنه
قـطـبـا رحـاه على طاحونة القلق

يـا لـلـسـمندل غنـى بـالـمـريج لنا
ثـم اسـتقـام على تـعويذة الفلق

يـسعى كـسعي عـروق النيل يـجمعنا
في كف خـارطة مـمـزوجة المزق‍

يا آية الحي في الإرهاف قـد يـنعت
ذكراك عـاطـرة في الـناس والورق ‍

هـل أنـت غـير إشـارات تـضئ لـنا
درب الطريقة كي نسقى من الغدق