الإمام - عبدالرحمن الأبنودي

إلـى فـؤاد حـداد
إنت الإمام الكبير .. وأصلنا الجامع ..
وانت اللى نقبل نصلى وراك فى الجامع
بسيط يا مولاى ، والضحكة فى صدرك .. قوت
فقير يا مولاى .. ورازقنا حرير .. وياقوت
ونشيد عشان الأرض
ودعوة .. للى يموت
وخريطه لفلسطين
وكُُم .. للدامع
إنت الإمام الكبير .. وأصلنا الجامع ..
وانت اللى نقبل نصلى وراك فى الجامع
إن تمدحوا الشعر بامدح سيرة الشاعر
واشهد بإنه صبور .. العارف .. الطاهر
الصاحى سهران .. ونايم نومة الساهر
على حرف ورقه ، بنصل يمص دمه الحر
دقق فى " بيت " تلقى تحته ميت وريد بيشر
اتبع خطا الدم تلقى الجرح ولونه يسر
فؤاد ما قالشى ف يوم .. المر ماله مر
متبوع .. وليه تابعين .. عمره ما كان تابع
إنت الإمام الكبير .. وأصلنا الجامع ..
وانت اللى نقبل نصلى وراك فى الجامع
وحق من جاله يحبى النبع فى صحراه
والنهر غير عشانه لهجته .. ومجراه
وحق أحلا اللى قال : وطنى وشد الآه
وحق أحلا اللى حبوه رفقته وصُحَباه
من شد شرايينه ركبت ع العصب أوتار
من دمع عينه انسقت فى كفنا الوردة
وحق من أثبت إن السجن فيه أحرار
دول أربعين ضلع ولاَّ أربعين جلده
إللى طلع ع الجبل يقطف زهور النار
ويرشها ع العباد فى الحارة .. والشارع
إنت الإمام
الغنوة دى عن شعر فؤاد
وفؤاد ده اسمه فؤاد حداد
لازم مناوره ومداوره
مادام بتكتب عن ثوره
مش كل من يعرف يقرا ... قرا شعر فؤاد
تغرق تمد لها القشه
تولع .. تطفيها برشه
تسكر قلوبنا وتتعشى ... من شعر فؤاد
قاللى القوافى على كتافى
سواقى دايره على مافى
ما يبرد القدم الحافى ... غير شعر فؤاد
يصفها صفوف مرصوصة
لا زايده .. هه ولا منقوصه
واثقة لكين مش مجعوصة ... فى شعر فؤاد
كل المنازل .. مفتوحه
كل المسائل مشروحه
الدنيا – لمتها اللوحه ... فى شعر فؤاد
كان للخلايق إنسانهم
للفلاحين حد فيسانهم
غنوا الفقارى بلسانهم ... فى شعر فؤاد
شوف الكلام طالع نازل
كإنه مغزول فى مغازل
متربى فى أعلى منازل ... يا شعر فؤاد
تنزح .. وبيرك نضاحه
على قلب ما عرفش الراحه
ليه الحياه كده لماحه فى شعر فؤاد
والغنوه دى عن شعر فؤاد
وفؤاد ده اسمه فؤاد حداد
عمرى ما شفتش حبال الفجر لونها اسود
ولا دى قضبان وقاصده تقصقص الرؤيه
والحلم عود شق أسفلته وبيعيِّد
تسقيه بموال تقوم جامعة فى أغنية
ما تعدديش .. ياللى واقفه فى الخلا تعدِّد
الدنيا مش زى مانتى شايفه .. مش ديه
أحلا ما فى السجن قضبانه اللى بتحدّد
خطاوى فى الإنسانية .. وشكل .. وهويه
قُرْبت حيطان السجون .. من الهرم .. أفرد ..
قدمى .. ينام المقطَّم .. تحت رجليه
أنا باحمده واحمده .. وكل يوم حاحمِد
ربى اللى دل الضمير ع الاشتراكيه
فوق مادنه ريفى فقيره .. تقول بلا مسجد
أدِّنت صايم .. ولا لقمه .. ولا ميه
مع النبى قلت : كل الناس سواسيه
شعارات حماسيه لكن من عصبت موجوع
لو بطن واحده بتبكى من عطش أو جوع
ماكانش يطلع كلامى كلته مسجوع
عاش المربى .. وعاش السجع والساجع
وانت الإمام الكبير .. وأصلنا الجامع ..
وانت اللى نقبل نصلى وراك فى الجامع
الفرد ما يقدَّرُه غير حسن أفعاله
وكل فرد .. حيتجازى .. بأعماله
يوم ما ناديت فى العباد : خافوا زحام الحر
صحيتنا على طبلتك ولا صراخ أبو زر ؟
وكنت واقف تشهِّد ع اللئيم ماله
وانصف ما فيهم ما تستعناش بأقواله
وكانك انت الميزان وكانه يوم الحشر
كل اللى أسعد وأبهج .. واللى آذى وضر
وكل سارق بهيمه .. ف حبلها منجر
وكل شاعر كَدَبْ .. مربوط فى مواله
أحلا ما فى النيل .. يبان للضفه مستسلم
وأقوى ما فى النيل عيونه .. لحظة استسلام
م الدوله والثوره .. ولاَّ من صحيح مسلم
إنت الشهيد .. اللى مات بيأسلم الإسلام
الخصم انت .. وإنت مت بتدافع
إنت الإمام
والغنوة دى لفؤاد فؤاد
وفؤاد ده اسمه فؤاد حداد
فؤاد وتر .. مات العازف
أخضر .. يضلل ع الناشف
طبله وكمنجه .. وشفايف ... لفؤاد فؤاد
ندى .. نداوة الفجرية
قمر .. ومولود ع الميه
ينفع يكون للأنبيا ... ده فؤاد فؤاد
السبع ينفخ من ديقه
عصب السواقى ف تزييقه
والشعر يتهجَّى طريقه ... لفؤاد فؤاد
ولما يخطر فى الوادى
وطنه يقول له : يا بلادى
ويدفع الشعب العادى ... لفؤاد فؤاد
وهوه متكى ف زنازينه
يضحك على اللى حاجزينه
مفتشينه وفارزينه ... لكن ده فؤاد
والغنوة دى لفؤاد فؤاد
وفؤاد ده اسمه فؤاد حداد
شباب بلادنا الصغير
إللى إذا عتمه .. نوّر
ومسك دوايتك وصور
خريطه .. بس بأصولها
وكلمه يعرف يقولها
وموته .. يفهم ينولها
والموته إنت تغازلها
بغنوه قلبك غازلها
من تانى يصحى فى غزلها
شهيد على يد شاعر
ده كاس وداير على الدنيا مالوش علامات
ولا حد دايم على الدنيا غير الباقى
كتير باحس الزمن خلصان .. وانا .. على مات
والنخل له طَرْح وِخْرِى ، وطرح سبَّاقى
يغوى الغراب إلا يسكن .. شجرة ع اللمات
ما يوقع إلا اللى هيه .. تقدر انه مات
والسبع لو مات فى أحضان الوطن باقى
ياللى فى حب الوطن والرحله عزيتنى
ويوم ما مت انت جيتنى وانت عزيتنى
وقلت لى : عزتها وهيه ما عازتنى
وفتها لندل .. عاز يكسر .. وعاز يتنى
أنا فُته اسمى سراج .. والخلق بيه عالمات
الجسم راحل لكين شوف .. الأثر باقى
دمى بيصبح عساكر
منصوره .. راجعه لبيوتها
حصد السنه .. لم يفوتها
ولا زيارة البنادر
اللى بيزرع بيزرع
واللى بيصنع بيصنع
واللى رجع للمحطه
وعاد .. لقطع التذاكر
واللى يكمل يذاكر
الشمس تطرح سناكى
والدم بيصيح يكاكى
بلبل .. لبس بدله كاكى
والأمهات اللى طلعت
شافت ولادها وسمعت
زغاريدها عافرت وطلعت
ودبكه لاجل اللى جالها
وادى دية رجالها
بالكام قصيدة اللى قالها
قال له التاريخ المذاكر
فكرتنى .. ياللى فاكر
الدم هوه علمها
والدم هوه ألمها
والدم هوه حروبها
والدم هوه سلامها
وازاى تصدق كلامها
ان هيه نسيت بطلها
جاعت .. وأكلت عيالها
أو قدمتهم بطوعها
يا كلهم اللى أكلها
اللى ابتسم والمناجل
دايره تحش السنابل
بالفرض والسنه
والجبر .. والواجب
كل القصايد بتتبع فى الأدان صوتك
لا يغير الأمر .. لا غيابك ولا موتك
من ألف عام جايه
من ألف عام راحت
شجر بينفض ورق
وجاروف كبير فاحت
لكل حلم انطفا
ولكل قلب غياب
ولكل اسم اختفى
ولكل صدق عقاب
ولكل موت احتفى
ولكل موت أسباب
من ألف عام جايه
لألف عام راحت
شجر بينفض ورق
وجاروف كبير فاحت
وحلم ما نطفاش
وقلب عجيب ما غابش
واسم ما اختفاش
مكتوب فى عين الشمس
والموت ما يخصناش
فؤاد حداد ما ماتش
هل عندكم مانع ؟
وانت الإمام الكبير .. وأصلنا الجامع ..
وانت اللى نقبل نصلى وراك فى الجامع
بسيط يا مولاى ، والضحكة فى صدرك .. قوت
فقير يا مولاى .. ورازقنا حرير .. وياقوت
ونشيد عشان الارض
ودعوة .. للى يموت
وخريطه لفلسطين
وكُمّ .. للدامع