أوضه فى المستشفى - مسعود شومان

الشاش وريحة البنج
همّا اللى بيشاورو على الطريق قدامه
مرصوصه المقصات
والقطن
وعلاء بيجهز ايديه
كأنه ها يعزف بيانو
كل اللى كان فى الصاله
أم احمد وابوه
وعنيهم بتسح دموع
الممرض اللى ليه عيون قاسيه
شالهم وحطهم فى جيب البالطو
وسحب الواد زى الكتكوت
وقبض على إيده
كأنها قبضة الموت
ريحة الشاش والبنج
همّا اللى بيشاورو على الطريق للأوضه
قلبى بيعلا ويوطى
وهوّ بيسمع صوت المزيكا
نفس المشهد
وعزيزه بتعوم فى دمها
نفس الوشوش
اللى تشبه شواهد القبور البيضا
مااحتملتش اعيد "الشوت" اكتر من مره
مع نفس الوشوش
فى نفس المكان
كأنه ابنى الصغير
اللى لسه ما خلفتهوش
كأنه قلبى اللى نازل طالع
ها تزيد الخيالات
ويتدارى المجاز
قدام البالطو اللى ماشى
ع السلم لوحده بيرقص
مع هزهزة النور فى الأوضه
يطلع ويخش
أوضة التعقيم
ياخد حبه من ريحة الموت
ويعدى علىَّ
إزى الحال
كان نفسى ياأحمد أحضنك
واعرق فى حضنك
أو ابوس ايديك الملايكى
وانت نايم على السرير
ونفسك بيملا الأوضه
أو اعرفك بعزيزه
يمكن تكونو صحاب
أو تخرجو مع بعض
تسرحو فى حدوته
أو تغنو
بريلا بريلا بريليله
دلوقتى الممرض بيطلع عيونه من جيبه
وبيناول "علاء" المشرط
وانا فى العرق وريحة البنج
بانده على حاجه عزيزه علىَّ
وبجز على شفتى
فتنزف دم
دلوقتى بلمح
فى عنين علاء
الإنتصار
ع العيا
وبراءة الملايكه
أحمد بينده على امه
وبيمسح الم اللى تحت عنيه
والشاش والبنج
همّا الل بيشاورو له
على أوضه نمره اتناشر
فى الدور التانى فى المستشفى .
الأوضه اللى مليناها بالدخان
وفضلنا طايرين فيها
لحد خمسه الصبح
ومش باين مننا
غير إيدين بتشوّح
وشافيف حمرا
بتسقط فوق ورق البفرا
بيعلا الدخان.