بين الخطى و الأرصفة - معز عمر بخيت

و حملت أنفاسي إليك مسافةً
تنساب ما بين الخطى والأرصفة ْ
فتركتني للحزن والصمت المقدّس
والدجى والعاصفة ْ
سلك القطار طريقه
والسحر بين يديك يستلقي
على صدر السهول الوارفه ْ
أو تتركيني
رغم توسّل الأشواق عندي
و تغادريني
فى بلاد ٍ لم تعد
يوما ً تحلق فى مداري طائفه ْ
وحملت أشواق الطريق لألتقيك
على رصيف الإنتماء محبة
وصفاء أغنية تداعب في الهواجس أقطفه ْ
زمنا ً تكدس فى خلايا أدمعى
مترصداً نار الجوى
وغياهب الأمل الموشّح معرفه ْ
حلمي بعينيك انتمائي
حين أطلع من سراب الوقت
أرتاد الحدود وأبتغي
شمس الرجاء مشارفا
ماذا أقول لصمتك المسكون
بالهذيان والخوف الغريب
وبالشئون الزائفه ْ
ماذا أقول لصبية قد غازلوك
على طريق صبابتي
واستهلكوا بخطاك أعشاب الحنين سوالفا
ما كان بعدي فى الخرائط مسبقاً
يهتز في فلك الدوائر حين تسقط خائفه ْ
قلبي إليك ارتج من ألم النفور
ومن بحور الظلم والعصيان
والجدر التي تنمو عليك
وأنت فى الإحساس بيني
لوحة متآلفه ْ
أوتحسبي أن الدروب إذا تعالى صوتها
تلقاك خلف الليل
أو تطوي حزام بقائها
شجرا ً من الأوهام يسطع فوق
أتربة الشجون الزاحفة
أهواك ِ لا قدري دنا
في صدر تبريح الونا
أو موكب الطوفان لو صهلت
جياد المشرقين مصادفه
لاتحسبي أملى بقربك سوف يخرج
فى زمان غطه هدب العيون المترفه
إن الترقب فى ظلام دعائنا
سيمزق الأضواء حين تلوح
فى أفق التلال الواجفه
كان انهزامك بدء وعد تراجعى
عمّا حملت وما انتميت
وما سقيت من الفنون الجارفه
كان المساء إذا تدفق صمته
يبقى مزيجا ً من ضُحى الإصرار
يحلم بالمسار وبانتشار صحائفه
أخفقت حين نبذتني
ورميتني بين الأسى
فى هذه الأرض التى
فقدت معاني الصدق
وأستلقت على شرخ ٍ أبى
إلا معانقة الرُبا
وضياء شمعته الأخيرة
أن يسجل في كتاب الصبر وعدا ً
يستشف مواقفا
و هواك أخرجني من الظلمات
والوهم المقنع والهموم المرهفه
صبرا ً ستلقى فى غيابي
ما رأيت سرابه في خافقي
ودياره رحلت
إلى فجر البروق الخاطفه
وهلم ودّع لحظة الإبداع عندي
لم أعد في غمضة الميعاد
ألقى انجمى
تدنو مع الغسق القديم
وليس وعدك ما سقيت مذارفه
لما توسّع فى الفضاء تسامحي
سقط الفناء عليك واشتعل المدى
والفجر والخير الجديد تآلفا
لم يبقى فى فلك السنا
إلا أنا
ودقائق فى لحظة الطوفان
تبقى هاهنا
أبدا ً لأشلاء انكسارك
أو خضوعك آسفة.