صُنْعٌ من اللهِ أَنّي كنتُ أَعْرِفكم - أبو الأسد

صُنْعٌ من اللهِ أَنّي كنتُ أَعْرِفكم
قبلَ اليَسَارِ وأنتمْ في التَّبابين

فما مَضَتْ سَنةٌ حتى رأيتكُمُ
تَمْشُونَ في القَزَّ والقوُهِى واللَّينِ

وفي المَشَاريق مازالتْ نساؤكمُ
يَصِحْن تحت الدَّوالي بالوَراشينِ

فصْرنَ يَرْفُلَنَ في وَشْي العِرَاقِ وفي
طرائِف الخزِّ من دُكْنٍ وطارُوني

أُنْسينَ قطعَ الحُلاَوى من مَعَادِنها
وحَمْلَهُنَّ كَشُوثاً في الشَّقابينِ

حتىَ إذا أيسروا قالوا وقد كذبوا
نحن الشَّهاريجُ أولادُ الدِّهاقينِ

في است أمِّ ساسانَ أيري إن أقربكم
وأير بَغْلٍ مُشِظٍّ في است شيرين

لو سِيلَ أوْضَعُهُم قَدْراً وأنْذَلهم
لقال منَ فَخْرِه إنيِّ ابنُ شُوبينِِ

وقال أقطعني كِسْرَى ووَرّثني
فَمْن يُفَاخِرُني أم مَنْ يُنَاوِينَي

مَنْ ذا يُخَبِّر كِسْرَى وهو في سَقر
دعوى النَّبيطِ وهم بَيْضُ الشياطينِ

وأنهم زعموا أنْ قد ولدتهُمُ
كما ادّعى الضَبّ أني نُطْفةُ النُّونِ

فكان يَنْحَزُ جَوْفَ النار واحدةً
تَفْرِي وتَصْدَعُ خوفاً قلبَ قارونِ

أَما تراهم وقد حَطّوا بَرادِعَهُمْ
عن أُتنهمُ واستبدُّوا بالبَرَاذينِ

وأفرجوا عن مَشارات البُقول إلى
دُورِ المُلوك وأبواب السَّلاطِينِ

تَغْلِي على العُرْب من غَيْظ مَراجلُهمُ
عداوةً لرسول اللهِ في الدينِ

فقَل لهم وهمُ أهلٌ لَتِزْنيَةٍ
شَرَّ الخَليقةِ يا بُخَرَ العَّثانينِ

ما النَّاسُ إلا نِزَارٌ في أَروَمتها
وهاشمٌ سُرجُهَا الشُّمُّ العَرَانينِ

والحَيُّ من سَلَفى قَحْطَان إنهم
يُزْرُونَ بالنَّبطِ اللّكنِ المَلاَعينِ

فما على ظهرها خَلْقٌ له حَسَبٌ
مما يُناسبِ كِسْرى غيرُ حَمُدونِ

قَرْمُّ عليه شهنشاهِيّةٌ ونَباً
يُنْبيكَ عن كَسرويّ الجَدِّ مَيْمُونِ

وإن شككتَ ففي الإيوانِ صُورتُه
فانظُر إلى حَسَبٍ بادٍ ومخزونِ