لَيتكَ إذْ نُبتْني بواحدةٍ - أبو الأسد

لَيتكَ إذْ نُبتْني بواحدةٍ
تُقْنِعُني منكَ آخرَ الأبدِ

تَحْلِفُ ألاّ تَبرَنِّي أبداً
فإنَّ فيها بَرْداً على كَبِدي

اِشفِ فُؤادِي مِنّي فإنَّ به
مِنيَ جُرْحَاً نكأتهُ بِيَدي

إنْ كانَ رِزقي إليكَ فارْم به
في ناظِرَيْ حَيَّةٍ على رَصَدِ

قد عِشْتُ دَهراً وما أقدِّرَ أنْ
أرضى بما قد رَضيتُ من أحدِ

فكيف أخطأتُ لا أصبتُ ولا
نَهَضْتُ من عَثرةٍ إلى سَدَدِ

لو كنتُ حُرَّاً كما زعمتُ وقد
كَدَدْتني بالمِطالِ لم أَعُدِ

صَبَرْتُ لمَّا أسأتَ بي فإذا
عُدْتُ إلى مثلها فَعُدْ وُعدِ

فإنّني أهلُ ذاكَ في طَمَعي
وفي خَطَائي سَبيلَ مُعْتَمدِ

أبْعَدني اللهُ حينَ يَحْمِلُني
حرصي على مثل ذا من الأودِ

الآن أيقنتُ بعد فِعْلِكَ
أنْي عَبدُ لأَعْبُدٍ قُفُدِ

فصِرْتُ من سُوَء ما رُمِيتُ به
أكنى أبا الكَلْبِ لا أبا الأسدِ