برتقال - إبراهيم محمد إبراهيم

بينَ تلكَ الوُجوهِ الكئيبةِ
كانَ يطوفُ بسلَّتهِ
كانَ يهمسُ في حذَرٍ .. بُرْتُقال .
شَاحِبَ الوَجْهِ كانَ كعادتِهِ
حينَ يحمِلُ تلكَ الأمانةَ
عبرَ الحدودِ على رأسهِ ،
ثم يُلقي بنعليهِ في حُفرةٍ بالجِوارِ
لكي لا يُثيرَ الثعابينَ
وهي تُؤَدِّي غريزَتَها الأُمَمِيَّةَ في حَقْلِهِ.
إنهُ الآن يجتازُ سوقَ الحِدادةِ
حيثُ تُصَبُّ السُيوفُ القَديمةُ آنِيةً
والبنادِقُ أرْصفةً لعُبورِ البهائمِ
أما المُدي ،
فتُسَنُّ لصَدِّ هجومٍ قَريبْ .
إنهُ الآنَ يُسْقِطُ سلَّتَهُ
بعدما أمِنَ الوضْعَ من حولهِ
في القليبْ.
إنهُ الآنَ ينبُشُ قبْراً قديمَ المعالِمِ,
يُخْرِجُ من جوفهِ سلَّتهً
مثلَ سلَّتِهِ
إنهُ يَرْجِعًُ الآنَ أدراجَهُ ...
هامِساً ،
بينَ تلكَ الوجوهِ الكئيبةِ
في حذرٍ ..
برتقالْ .