الرحى - إبراهيم محمد إبراهيم

أدِرْها تَدُرْ
واصْطَبِرْ
كَيْ تدورَ الدِّماءُ .
وتُلقي بآخِرِ ما لا يُمَسُّ
بِجُعبَتِها البَبّغاءُ .
عِجافٌ مواسِمُها
لم تذُقْ
مُنذُ أن أهملتْها الفُصولُ العليلَةُ
قمحاً،
وما تركوهُ بِسُنبُلِهِ
للزَمانِ البخيلِ خواءُ
أدِرها تدُرْ
لاتدَعْ قُطبَها للظُروفِ
وقد أمّنتْكَ عليها السّماءُ .
بدأتَ
ولم تكتمِلْ بعدُ دورتُها ..
مكِّنِ القبضَةَ اليعرُبِيَةَ
تُهدِكَ صاغِرةً قرنَها
هكذا يُستثارُ الغُثاءُ .
إنها جمرةٌ
أنت مُضرِمُها
قُربَ هذا الهشيمِ
أطِلْ عُمرَها
ساعةً
من زمانِ الصُّمودِ،
تُسَيِّجْ نُخيلاتِكَ الوارِفاتِ
بِأضلاعِها الحانِياتِ النّساءُ .
أطِلْ عُمرَها ساعةً،
تسْتَطِلْ أذرُعُ النّخلِ
عبرَ المَتاريسِ
من كُلِّ قبرٍ
تمَلْمَلَ ساكِنُهُ ..
إنها نفرةُ الثأْرِ يا كرْبلاءُ .
أدِرْها تدُرْ
إنها الجَوْلةُ الفَصْلُ،
فلْتُخرِسِ البُندُقِيّةُ
أفواهَ من كبّلوها
على طاولاتِ القِمارِ السِياسِيِّ
كي يستُروا نِصفَ عَوْراتِهِمْ حِكمةً
في الظُّروفِ العَصيبةِ
فَلْيَسْقُطِ الحُكماءُ .
يقولونَ جُنّ العِراقُ ..
وأنْعِمْ بِهِ من جنونٍ
تخِرُّ له الطائِراتُ
بِسَبّابةٍ ، نقَشَتْ في سماءِ الأساطيرِ :
" مِنقـــاشْ "
تَجلّيتَ " منقاشُ " صقْراً
يصيدِ العُلوجَ من الجـوِّ
أسقطتَ كُلّ الموازينِ
حينَ انتخيتَ بِهَدْلةَ
فَلْتَصْطَبِحْ هَدْلةُ اليوْمَ بالعِزِّ
وَلْيَخْسأِ الجُبَناءُ .