عناق لايقطعه سوى القصف - باسم فرات

مأخوذاً بما ستطلقه يداي
من محبةٍ وذكريات، جففها الحصار
أيامي تتناسل سواداً
ها أناذا
أطلق المطر والخضرة من خريفي
بينما الحروب تتفاقم فيّ
تبتل ذاكرتي بالمنافي
بين الرصيف وقلبي
عناقُ طويلُ
لايقطعه سوى القصف
الأزقة والجوع، والنظرات المتخمة بالحسرات
الى النسوة اللائي حملن ثمار الغواية في سراويلهن
فضاقت مثل بلادي
حماقاتي المتكررة
...
ينزلق الإنتظار من عيوننا
يمضغ الشوارع
تتساقط أوراق الأرصفة
وهي تفتح أزرارها
تتجمع الفصول في راحتيّ
كل طريق إليك يصير شرارة
...
رماد أيامي
نوافذُ طويلة الأمد
كسرت صمتها لتطلّ ملائكةُ تغسل الهواء من صخب المدى
بيدين منقوعتين بالنعناع
تلوح لضيائي أن يقشر بحاره من الزبد
وربما من السواحل أيضاً
...
أيها الموج يارفيقي الجميل
إضرب بعصاك السماء
ليتهاوى أسلافي بأبراجهم ينخرون جبين النجوم
بصحبتي تخرج أنت
لإيواء المتاهة من سباتها
لإيواء النور الذي ضلّ طريقه لسوى غاباتي
تعال
نبلل الظلمة، ودع الظلال تستحم بنداك
قل لي
هل من سلسبيلك هذه الحقول
الجمرة التي منبعها قلبي
تبحث عن موقدك لتصب فيه
بينما أصابعي تجرحها سماء ليست لي
في جيوبي تستريح كواكبُ
خبأتها مع الياسمين
خشية أن تأكلهما الحروب
الحروب التي تشتهيني دائماً
تعلق قميصي مجداً لغيري
ثم تنسل هاربةً لطلاء طفولتي بالفحم
أمام الله، أظل وحيداً
أحصي أخطائي
الذي في يميني أكلته الطائرات
والذي في شمالي إبتلعته السواتر
كيف سأعانق الضوء
ظلي يراودني على نفسي
فأختزل الجنون
أرمي لسنارتي الحماقات، فتنهش الأسماك كلماتي
تغادرني الحروف الى الورقة
تقترح عليّ بيتاً وامرأةً وطفلين
آه
أتذكر أنني بلا وطن
وإن الحروب مازالت تلاحقني وتغيّرٌ أشكالها
والشظايا سعاليَ المزمن
بساطيل الحرس مسخت ذكرياتي
...
كل مافي راحتي رمادُ
أين سأحفظ قبلات النهر
- الذي دخل المدينة ذات يومٍ متنكراً بهيئة صبيِّ
فاغتصبه الجنود -.