عبرت الحدود مصادفةً - باسم فرات

- الحروب التي كنت خاسرها الوحيد-
علّقتها على مضض
ومضيت ابحث عني
اغتسل بعسل
والخراب يصهل في كتفي
رائحة الشظايا
غثيان يستطيل
أجرّ هزائم متكررة
أصفّها على الطاولة
كي تجرح الأوسمة
أعلّق عمري على رصاصة
تدلت من سماء بعيدة
أصابعي بقايا مدن غابرة
وختم الموتى خطواتي
انتظريني أيتها الشمس
لأنتشل صباحاتي من رصيف
ليس فيه سوى جثتي وبقايا
جماجم أكلتها الغربة
لا ترحلي بعيداً
لألمّ شظاياي
...
من حفرة في الغيوم
وأُوزع سنواتي على الصحف
سنواتي المجففة كالزبيب
رمادها -هذه الحروب -اغلق روحي
وجفف زيت طفولتي عند الباب
الأبواب أطلقتني
ولسعت صباحي
البلاد فرت من أصابعي
عبرتٌ الحدود مصادفة
أوسمتي علامات استفهام
كانت المسافات تصهل
بردها يجثو فوق أعمارنا
يفتت أيامنا
وغباري يفترش الشبابيك والجدران
...
لكنه لا يدنو من قامتي
منذ نزهة الحرب الأولى
أعني حماقة الجنرال
دخلت المدينة
مثل كلب
تعوي بوجهه البيوت
أمي ترمم النجوم التي اختلطت بشعرها
وتشرب شايا تذوب فيه أحزانها
الطرقات تسيل على قدمي
والأشجار
تتدلى ثمارها على الأفق
-الأفق وهم لوقف العين-
من يمسك بظله؟
...
أخطاؤنا وطن يتكئ على حربه
وأحلامنا تنمو على الشرفات.