شئٌ ما عنكِ .. شئٌ ما عني - باسم فرات

... ويلنغتن
محطةُ الريح الكبيرة
تفتحُ ذراعيها
لتعليب الهواء المبلل
مخلوطاً باستغاثاتِ ربّات المياه المالحة
كنائس تستدير مع الأفق صامتةً
نواقيسها هذياناتُ أخرس
...
فقدت جنينها
ويلنغتن
... على ساقيك
تنبتُ البحارُ مثمرةً بالأمواج
الامواج ذاتها كثيراً
ما تختلسُ القبلات من المارة
في سمائكِ الخجولة
قوافل الغيوم ترعى مستفزةً
حيث ذئاب الأيام
تصبغُ مخالبها بدمي
...
محارب أثريّ هو المطر
خَسَر معاركه جميعاً
فاستأسدَ عليكِ
...
لا أبواق .. لا مزامير
تعيد البهجة لروحي
ليس سوى الأنوناكي
بافراطٍ تحتسي الجعةَ وتدخّن الميريوانا
قلقاً على سُرّتِكِ الملآى بالبوهوتوكاوى
بينما طائر الكيوي
عطّلَ جناحيه الى الأبد
قربانا لقبائل الماوري
وعندما يطرقُ البرقُ
أبوابَ عشه
يُمزّقُ أوراقه الثبوتية
...
... ويلنغتن
مفطومةٌ من صياح الديكة
وحصار التاريخ
الثلوج خارج نطاق اهتمامك
والعواصف أنهار موسميةٌ
تختتمُ رسائلها في سبابتكِ
أنا من قادكِ الى الدفء
لكنكِ مثل كل المدنِ التي توزّعتني
شَيّعتِ أحلامي
ونثرتِ أكفانها في سُبُلي
...
جبالكِ القصيرة القامة
لا تملّ من النظرِ الى خلجانكِ
حيثُ الدلافين
تعزفُ أغانيها في ثناياكِ
أحياناً وتحتَ شمسكِ الوقحة
تستعرضُ النسوة
أفخاذهنّ جذلات
يزدردنَ بأنني رَجُلٌ
صارَ طعماً
سائغاً للنيرانْ .