من أعماق الجزيرة العربية - باكزه أمين خاكي

أرض العراق ما أُحَيلَ سماك
هل في الخيال محاكياً لبهاك
عجب بسحر مذ يمر بخاطري
فيـزول في طي الورى إلاك
تبقيـن في مر الدهور كأنك
ممسـى منارة راهـب نساك
هيهات أن أرضى بدلك موطناً
شُل الفؤاد إذا هويت سـواك
أهلي و أحبابي وكل صحابتي
أفديهمُّ كي تبلـغي مرمـاك
ذا روضك الفتان يزهو شامخاً
من معشرٍ وقفوا النفوس فداك
ألم القيـود يحزَّ في أيديهـم
ودماهـم مسفوكـةٌ لحمـاك
خرقوا الثياب عن الصدور رعاهم
ربٌ أحـاط بحفظـه مغنـاك
. . . . . . . .
أرض العروبة اهنئي و تمتعي
ركب الشبـاب مسخرٌ لهنـاك
كم فيهم للمجد جاء مشمراً
عن ساعـدٍ مفتولـة ترعـاك
لكنما- وا حسرتاه- بلادنا
كم فيك من مستهتـرٍ أفـاك
يرضى الهوان لأهل حتى إذا
شرب المذلـة عن طريق سواك
. . . . . . . .
قسماً برب البيت ما وقف العدا
من مبدأ التوحيد كالأشـواك
وأقول و الإيمان يملأ خافقي
وأديـر طرفي تـارة لسمـاك
العرب قدسي والعقيدة مبدأي
والروح يا مهد الأسود فـداك
إني أعاهدك على طيب الوفا
فإليك ذي يمناي في يمناك 2
**
1956- بغداد. (1)
تضمين من قصيدة للشاعرة عاتكة الخزرجى (2)