الجود والمجد - حمد بن خليفة أبو شهاب

الجود والمجد والتاريخ والأدب
والشعب والشعر والأقلام والكتب

سرورها بك حب لا يحيط به
وصف البليغ ولا الأمثال والخطب

شاهدت بعض الذي شاهدته فهمى
دمع السرور على الخدين ينسكب

وللسرور كما للحزن أدمعه
من أنعم الله هذا المنظر العجب

لم يبق شيخ ولا طفل ولا امرأة
تقاسم الحب فيك العجم والعرب

والحب ليس كمثل الحب منزلة
ما المال ما الجاه دون الحب ما الذهب؟

لو أن من خلقوا للحب قد صدقوا
لم يبق ظلم ولا حقد ولا غضب

فإن أحبك هذا الناس واتجهت
لك القلوب فأنت الأصل والسبب

توجت حبك بالإحسان تكرمة
فضلاً وبذلاً ونبلا فوق ما يجب

من وحد الشمل بالجهد العظيم ومن
أعطى الجزيل ولم يمنن بما يهب

ومن بنى دولة بالعدل قائمة
يحدو بها الحب لا الهندية القضب

فلا سجون ولا كبت ولا ضعة
ولا مؤاخذة إلا بما كسبوا

من حول الارض من وحل ومن مدر
رمالها بوقود الشمس تلتهب

إلى نخيل وأشجار وفاكهة
قطوفها التين والأعناب والرطب

ومن تبنى قضايا العرب قاطبة
والمسلمين نأوا عنا أو اقتربوا

ومد كفا بفيض الخير مترعة
أعطت فأغنت فحيا فيضها العرب

سرت بعودتك الأوطان وابتهجت
شعوبها وشداك الطائر الطرب

شعراَ تخيره قلب، وباركه
فهم، وشارك في تنظيمه الأدب

من كل قافية بالحب مفعمة
عصماء ما شابها زيف ولا كذب

فالحمد لله ما أولاك من نعم
والحمد لله زال الشر والوصب

وعشت يا زائد ذخراً لأمتنا
تعلو بذكرك في عليائها الرتب