لا تخدعنك كثرة الزراع - حمد بن خليفة أبو شهاب

حيتك ذات خصائص لا تنكر
عصماء تعبث بالعقول وتسحر

ما أسلست للخاطبين قيادها
إلا لفارسها الذي تتخير

أزجيتها لك درة مكنونة
من حسن منظرها يغار الجوهر

في لفظها جرس يعيد إليك
رائعة ابن معتوق بلحن يسكر

تنساب مثل الجدول الرقراق في
نسق فيستهويك منها المنظر

تبت يداها إن أخل بحسنها
وزن يضيق به الأديب النير

أوشان معناها الجميل تكلف
في النطق أو شاب البيان تقعر

أوحى الضمير بها فجاءت عكس ما
يهوى السود وفوق ما يتصور

لا تخدعنك كثرة الزراع في
تلك الحقول فجلها لا يثمر

ليت المدار على النهى في حكمها
فيما يذاع وما يخط وينشر

لعلمت أية قيمة يسمو بها
الأدب الأصيل وأي لغو يقبر

أما وقد فرض الغثاء وجوده
وغد الدعي من المثقف يسخر

أما وقد برز الغثاء وسخرت
لرواجه صحف تشيد ومنبر

فقل السلام على الثقافة والحجا
فالجهل في زمن كهذا أجدر

ما للقلوب إلى الصبا ميالة
ولربما فقد الحياء موقر

فصبا ولم يأبه لقالة ناصح
ما باله ؟ أفلا يحس ويشعر

ماذا دهاه ؟ دهته عينا جؤذر
أكبادنا من ضربها تتفطر

أفبعد ذلك يليق بشاعر
يشدو ومن يشدو به لا يذكر

تلكم خواطر شاعر يا صاحبي
فتقبلوا وحي الخواطر واعذروا