العبور - حمد بن خليفة أبو شهاب

ربيعك ريحان وورد ونرجس
ووجهك فجر صبحه يتنفس

وعيناك يا نور العيون جداول
على جانبيها طاب للحسن مغرس

وثغرك درّ والدّراري كثيرة
ولكنه ما لا يباع ويلبس

وقدك غصن لا تميل به الصبا
ولكنه من ذاته يتميس

لأرواحنا في الغيب قبل لقائنا
لقاء لطيف للجوانح مؤنس

فلما تلاقينا على غير موعد
وحيت بأهلا طاب للنفس مجلس

رنا نحوها الطرف المدله خلسة
ويا لعذاب الطرف إذ يتخلس

ويا لعذاب القلب من لوعة الجوى
إذا ظل منها خائفاً يتوجس

أقدس شأن الحب في كل موطن
ولا خير في قلب له لا يقدس

به عرف الناس السماحة والفدا
وحسن الثنا من فيضه يتبجس

فلما نهلنا من معين فراته
غدونا بآيات البيان ندرس

هو الحب إكسير الحياة ولا تسل
فأرواحنا من نفحه تتنفس