بوركت من نهضة - حمد بن خليفة أبو شهاب

دعني أترجم حبي فيك أشعارا
وعنك أروي لأهل الأرض أخبارا

قد حاز فعلك إعجابي فألهمني
بلاغة جاوزت قسا وبشارا

لو قورنت بالآلي فاق جوهرها
حسنا وحير ما تحويه أفكارا

عرباء تصغي لها الأسماع عن طرب
ليست بخرساء إن ما كاشح ما رى

إليك أزجي قوافيها معطرة
عرفا مزجت به مسكاً ونوارا

يا رشاد وسبيل الرشد ينهجه
من آثر الخير دون الشر فاختارا

ألم تر المرء إن ضاقت به بلد
إليك يمم أظعاناً وانظارا

لان فيك خصالا قد خصصت بها
نعم وأودع فيك الله اسرارا

لذا شددنا إليك الرحل واتجهت
بنا الركائب ما إن دهرنا جارا

حيث الأمير أبو مكتوم حاكمنا
به بلغنا من الآمال أوطارا

بقربه قد حططنا عن رواحلنا
جذلا فلم نفتقد أهلا ولا دارا

بل خير دار لنا دار نعز بها
إن الكريم يرى في الضيم إضرارا

فكيف أغضي على ضيم ولي شرف
به أقارع أهوالاً وأخطارا

إن شف شعري فعذري فيه أنك قد
سجلت في صفحات المجد أسطارا

غرست بين القلوب الحب فامتلأت
بالحب فانظر تجد للحب آثارا

أنى حللت بأرض طاب منبتها
نرى بها وارفات الظل أشجارا

نرى البلاد التي صممت نهضتها
ملأت أرجاءها خيراً وإعمارا

كأنها بيد سحرية صنعت
أو الربيع كساها منه أزهارا

حققت بالفعل لا بالقول كل منى
لنا فأصبحت الأحلام أخبارا

بل نهضة كلنا أضحى يشاهدها
نخالها في رحاب الأرض تيارا

بوركت من نهضة للخير شاملة
رمى بك الله عهد البؤس فانهارا

من رام حصر جميل أنت فاعله
وعد فضل سواكم عد أصفارا

فمن فؤاد مليء بالولاء لكم
أهديك شعراً نظير الدر معطارا