مع النسيم العليل - حمد بن خليفة أبو شهاب

مع النسيم العليل الهادئ الساري
أهدي إليك تحياتي وأشعاري

مقدرا لك ما أنجزت من عمل
نرنو إليه بإجلال وإكبار

يا قائد العرب في أقسى معاركها
أنت الزعيم وأنت الضيغم الضاري

فلو تجسمت الأمجاد في رجل
لكنت أنت بلاشك وإنكار

أنت الهمام الذي لولاك ما نهضت
عروبتي ومضت في عنف إعصار

تشق درب المعالي غير عابئة
بما على الدرب من شوك وأحجار

حققت في شهر تموز لنا أملا
متوجاً بأكاليل من الغار

بثورة قمت ضد الظلم فانتصرت
بك العروبة بعد الذل والعار

طردت من أرض مصر الغاصبين وقد
عاثوا فساداً بأهل الدار والدار

ثم استعدت قناة العرب في كلم
فأصبح القول ذا شأن وآثار

فهدد الغرب بالحرب الضروس فلم
تأبه به لا ولم تجبن لإنذار

صمدت في وجه من جاءوا لينتقموا
فرد كيد البغاة الخالق الباري

آزرت ثورة شعب في جزائرنا
حتى تحرر من نير ومن نار

قد كنت ناصره إبان محنته
واليوم تنجده في الحادث الطاري

وعندما قام سلال بثورته
لينقذ الشعب من ظلم وأضرار

من الظلام من الطغيان قاومه
من لا يراعي حقوق اله والجار

ساندت شعبا بجيش لو صدمت به
شم الحبال لغارت أي إغوار

حققت جل أمانينا غايتنا
في وحدة جمعتنا ضد كفار

وضد من جزأوا ظلما لنا وطنا
موحدا في دويلات وأقطار

أفروا فلسطين من أرضي ومن وطني
وقدموها لأفاكين أشرار

وشردوا شعبها في كل مهمهة
بين الجريح وبين الجائع العاري

فاثأر لشعب جنى المستعمرون على
أرض له فغدت ملكاً لفجار

حرر بنا أرض أجدادي السليبة من
صهيون إنا لفي شوق إلى الثار

لا تنس ان عُمانا قد ألم بها
نفس المصاب ومقدار بمقدار

مدت إليك يد الشكوى لتنقذها
مما تلاقيه من ظلم وأخطار

فاستعجل الأمر أنقذ من أريد بها
شرا فقد وقعت في كف جبار

واسلم ودم للعلا والمجد ما صدحت
بلابل بنشيد فوق أزهار

منذ الخلاقة لم تنجب عروبتنا
كناصر مثلا أعلى لأحرار