الماء يكذب - بسام صالح مهدي

قـمري عـلى شـفـتيكَ يجري يا نهرُ كم تسعى لغيري
أ ورثـتـني شجـرَ الدعاء وشيبَ سنبلـتي وجذ ري
أورثـتـني صوتَ الأ ذان يفرُّ من فجرٍ لفجرِ
أورثـتـني وطنَ ا لجـباه السمر في شلال شَعـرِ
أسميتـني : وجعَ الجـنوب.. رغـيفَ تنورٍ وجمرِ
أسميتـني : ( الجـسرَ المعـلــق) واقفاً في خصر نهرِ
أ سميتـني : ما لستُ أ د ري عذراً غـفا في حـضن عذرِ
خـوفي عـليك كخوف كلّ الماء من أوجاعِ بحرِ
خـوفي عـليك وكنت قد ألقيت في شفتيك بذري
رمّم بيوتَ المتعـبيــن بعشق سنبلةٍ لقطرِ
بفـتات أغـنيةٍ تـفـو ح.. حروفها ضحكات عـطرِ
كانت حمامات الود اع تنامُ في أعـشاشُ فـقرِ
كانت ملائكةُ الصباح أصابعي..إذ كنت خمري
ولدَ الصباح وأنتَ لي عـينان من سَعَفٍ وتمرِ
والطائراتُ تـلـوكُ أسماء وتوجعُ ظهرَ جـسرِ
أحـتاجُ عـمرَ ا لليل كي أصفَ انطفاءاتي وذعري
أحـتاج كم وطناً وكم حضناً وكم أمّاً لصدري؟
فأوائل الحـناء تعــلم أن ( خضرَ الياس ) نذري
والأولياء الصالحون مآذن ورماد ثأرِ
أحـتاجهُ وطناً يحط ُّ عـلى مآ ذ نهم كطيرِ
دوراً وأ كواخا ً مضيئاتٍ على ( يشماغ ) بدرِ
أحـتاج ُعـطر الرا حـليــن بخور أدعـيةٍ وسحـرِ
أحـتاجُ أ نجـمهم كأطفالٍ من الكلماتِ سمرِ
أحـتاجُ لونَ عـيونهم مطراً خرافياً لقفرِ
ماءً تـنـفّـس قرب ماء أسود في جفن سطرِ
ماءٌ لـه قـلبُ الصحارى لابدٌ في حزنِ بئرِ
نهرُ عجوزُ الوجه محــتشدٌ على وجه (المعري)
هل في المدائن مثل نهري الله .. لا نهرٌ كنهري
الله .. كل الماء يكــذب .. كل هذا الماء يغري
فالأ صدقاء الخائـنون نموا على أكتاف صبري
أ كلوا من الشجر العـقـيــم وأنجبوا ... أسماء كفري
لبسوا ثياب الموت واخــتبأوا جميعاً خلفَ ظهري
نبتوا عـلى الأكتاف أسماءً ملوّنةً بمكرِ
خانت أصا بعهم يدي وتقاسموا أحجار قصري
( تجري الرياحُ ) إذن وتجري لكن وربك لست أجري
يا ريح كـوني كيف شئـت إذن (وغرِّي الآن غيري)