النسر - بلند الحيدري

ألقيت في الذكرى العشرين لعمر فاخوري
علونا
يا هوج الرياح
وبي من همة شمخت
ليال
تأبت أن تكون الى الصباح
فليس الفجر للأحرار … إلا مرايا
تستبين بها جراحي
فيحصي ألف قدم ما تبقى … بجسمي
من لجاجات الرماح
وتشمت بسمة في عين وغد
مسحت بجلده بالأمس ساحي
*
ألا يا ليل
مدّ لناظري مسالك لا تنام على
أقاح
وقل للريح : ان شدي
فنسر
تطاول في حماك المستباح
يسد بجنحه أفقا
ويلقي
بجنح في مدارجك الفساح
فلا درب يدل الى سماء
ولا نجم
يصار الى بواح
كأن دناك ملعب راحتيك
يقلبهن
من راح لراح
ألا … يا ليل
أطبق ان مسا من النيران يرعد في جماحي
تألق
فاصطلى أفق
وطارت رؤى عن عين حمقاء وقاح
لكم حسبت بأن جبنا
أدرنا
وجوها عن وجوههم القباح
وإني إذ عفوت
فعن كلال
فما جرؤت
ولا مرؤت رماحي
وإن جبال قومي سوف تهوي
لتدفن ما تخاذل من سلاحي
ألا خسئت
فتلك
بيوت أهلي تألق كالنجوم
على وشاحي
وتلك وجوهها
درب لشمس
وكف خضرت مرمى بطاح
تنام بزهرة
وتفيق حقلا تطلع من سنابله صباحي
فسنبلة تقول :
غدي ربيع وتقسم باسم خابية
وراح
بأن يبقى الطريق طريق الفجر
وفجرك لن يصير الى رواح
وسنبلة تقول :
غدي يدان
سأحضن فيهما حتى جراحي
وانصب من دم حر
أبي
مشاعل هدية
وصوى كفاح
*
أخي عمرا
حملناها دروبا
مشبعة المسالك
والنواحي
نحاذر تارة أفعى
وأخرى
نشد على البقية من سراح
أخي عمرا
لقد مرت دواه
بدارينا
مخضبة الوشاح
وكانت عينيك اليقظى منارا
توهج بالمزيد من المراح
غضبت
وظل صوتك رجع همس
يمسد جبهتي
برؤى ملاح
وكان البحر في سود الليالي
يردد
ما تركت من الصداح
وتحمل موجة غضبي
نشيدا :
علونا فالذرى مرمى جناحي
إذن
فالكون بيتك يا بلادي
ودربي
فيك يا هوج الرياح
ولي
من نسرنا (( عمر )) جناح
يسأل عن ملاعبه الفساح
ولي
من نسرنا (( عمر )) جناح
يسأل عن ملاعبه الفساح