شارعُ الورد - سالم أبوجمهور القبيسي

شارعُ الوردِ قصير
إنَّهُ يَمتدُّ من بيتي
إلى بيتي !
بِلا أرصفةٍ
كَيفَ كانت فوقهُ الشمسُ تَسير ؟!
و عليهِ يَلعبُ البدرُ المنير ؟!
كُنتُ مَسحوراً
بِهذا الشارعِ السَّمْحِ المثير
كنتُ مَشغولاً بِهِ شِعراً و رَسْماً
و لهُ أدعو عصافيراً
بهِ أُغري فراشاتٍ و أحلاماً تطير
بعد أن صِرنا حَبيبينِ صَديقينِ
أتَتْ لافتةٌ
غَيّرَت أسماءَنا
فَتغيرنا بِحُكْمِ الاسمِ
لا أدريَ بِاسمِ الحُكْمِ !
لا أدريْ ، تَغيرنا كثير !
أصبحَ الشارعُ يَمتدُّ
مِنَ البيتِ إلى الصينِ
طويلاً و وسيعاً !
تَمْرَحُ الأفيالُ فيهِ و الزَّرَافاتُ
و قُطْعَانُ الحمير !
و إذا مَرَّ به الإحساسُ يوماً و الضمير
تُعلِنُ البيئةُ عن نَكبتها !!
تُعلِنُ الظلماءُ
عن زَحفِ عَدوَّينِ لَدودَينِ !
و عن وَضعٍ خطير !
أصبحَ الشارعُ ،،
عفواً ،، لم يَعُدْ يَعرِفُ صُبحاً !
صارَ ،، عَفواً ،، لا يَصير !
بل بَقى في لَيلِهِ مِثلَ الضرير !