جَزيرةُ الخَشَب - سالم أبوجمهور القبيسي

جَزيرةُ الخَشَبْ
أحلامُها خَشَبْ
رياحُها أيامُها تاريخُها خَشَبْ
أجملُ ما فيها مِنَ العَجَبْ
سُكَّانُها الخَشَبْ
تَمَليَنَت رؤوسُهُمْ
لَوحاً على لَوحٍ
على لَوحٍ على لَوحٍ خَشَبْ
تَمَليَنَت رؤوسُهُمْ
كغابةٍ عقيمةٍ
يَقتاتُها المِلحُ و تاريخُ الحَجَرْ
جَزيرةُ الخَشَبْ
تَحضُنُها القواقعُ المريضةُ
تزحَمُها الأسماكُ و الطيورُ البائسةْ
لأنَّها حبيبةُ الظلامْ
تطفو على أدرَانِها
و تشتمُ النهارْ
جَزيرةُ الخَشَبْ
ماتَتْ على شاطئها أُغنيةُ الشِّراعْ
و شَاخَتِ المراكب
لم يبقَ إلاّ زَورَقٌ قديمْ
يُجَادِلُ الموجَ على مرفئِها السقيمْ
يُدَندِنُ الأمانيَ العنيدةَ
يُعَانِقُ الشُّعَاعْ
رَغماً على أُسطورَةِ الرماد
لم يبقَ إلاَّ زَورَقٌ قديمْ
تَنفخُ في ضُلوعِهِ
عَروسةُ البَحرِ
و رُوحُ السندباد