مَرثاةُ سَمْحَة البابلية - سالم أبوجمهور القبيسي

أجَلْ
يَحلو لِيَ الألَمُ
كَمَا تَحلو لكَ النِّعَمُ
لكَ الدُّنيا
و مَا حَمَلَت
لَكَ السلوى
لِيَ السَّأَمُ
رَفيقَ الحَرفِ مَعذِرَةً
متى المذبوحُ يَبتَسمُ ؟!
فَقُدْ بالحَرفِ في زَمَنٍ
بِهِ تتلوَّنُ الذِّمَمُ
وَ قُلْ ما شِئتَ عَن عِشقٍ
طَوى العُشَّاقَ و اضطَرَموا
وَ قُلْ مَا شِئتَ عَنْ جَهْلٍ
سَلِ الجُهَّالَ ما غَنِمُوا
غَدَوا للاّتِ قُربَاناً
فَمَاتَ الفِكرُ و القَلَمُ
فَهَلْ أبكي لَهُمْ نَدَماً ؟!
و تحتَ نِعَاليَ النَّدَمُ !
أنا ضِدُّ ( الأَنا ) سَلَفاً
و ضِدُّ جَميعِ مَنْ وَرَموا
و ضِدُّ سُلالةِ الطَّاعُونِ
إنْ نَسَلوا و إنْ عَقِموا
و ضِدُّ اللُّوبي القَبَليِّ
و الدَّوليِّ ، ضِدُّهُمُ
أجَلْ
يَحلو لِيَ الأَلَمُ
وما ألِموا
كما ألِمُ
مَضَوا و الحَرفُ مصلوبٌ
و ما ثارت لَهُمْ قِيَمُ
أجَلْ ماتَت هُنا ( شَمَّاءْ )
و ماتَت فَوقها الشِّيَمُ
و سَمْحَةُ خَيرُ ناجيةٍ
طوى إصرَارَها السَّقَمُ
سَرَت عَشواءَ لا تَدرى
ولا يَدري بها العَدَمُ !
رَفيقَ الحرفِ مَعذِرَةً
دَعِ الأشواقَ تَحتَدِمُ
فَلَن ألقَاكَ في فَرَحٍ
وَ مِلءُ عُيونيَ الألَمُ
أنا لا أشتَهي عَطشي
وَ لا تَشتَاقُني الدِّيَمُ
أذوبُ لِيَلْتَقي ( أرَقٌ
على أرَقٍ ) و أنسَجِمُ
رَفيقَ الحرفِ مَعذِرَةً
دَعِ الأشواقَ تَحتَدِمُ
كَرِهتُ بَراءةَ الحَرفِ
بِعَصرٍ كُلُّهُ تُهَمُ
أنا للحرفِ عَاهَدَني
يَرَاعٌ حِبرُهُ حِمَمُ
عَشِقتُ الحرفَ إشرَاقاً
فلا يَهذي ولا يَهِمُ
عَشِقتُ الحرفَ إقداَماً
تطيرُ وراءَهُ هِمَمُ
عَشِقتُ الحرفَ زَوبَعَةً
تَهَيكَلَ تحتها هَرَمُ !
و عِشقي صَرخَةٌ بَرَقَتْ
فلا ظُلْمٌ و لا ظُلَمُ
بِحَرفٍ يُقتَلُ الحَرفُ
بِحَرفٍ تُبعَثُ الأُمَمُ !