الطيف ذو البيرية - سعدي يوسف

قبلَ أربعين عاماً
كان حسن سريع مرشَّحاً لأحدِ منصبين:
وزير الدفاع في جمهورية العراق الديمقراطية
أو العريف الأول ( مثل ما كان شكري القوتلي مواطناً أول ).
الآن ، وقد مرت أربعة عقود
تظل بيريّةُ حسن سريع المطويةُ مثل مسدس
حادّةً ، خفيّةً ، كأنها في طيّتها الأولى
ذلك الصباحَ بمعسكر الرشيد...
ومن يدري؟
ربما انتبه أحدُهم إلى قولة أوريانا فالاتشي :
المسدس ليس سلاحَ دفاعٍ
ولأنّ هذا المنتبِه لايملكُ مسدساً
فلسوف يستعير من حسن سريع بيريّتَه ، ولو لدقائقَ
( أنت تعرف ... التفتيش ، وأجهزة كشف المعدن المتطورة ... إلخ )
وأنت تعرف أيضاً أن بضع دقائقَ ستكفي حتماً
( حكّامُنا جبناء كالعادة )
آنَها لن ينافسَ أحدٌ حسن سريع
على منصب وزير الدفاع في جمهورية العراق الديمقراطية ...
إذ ليس من الواقعية أن تتوجّه في دبابةٍ حديثةٍ
لتُسقطَ طيفاً
هالتُهُ بيريّةٌ مطويّةٌ !