وشيطا - عارف الخاجة

تمنَّعتُ عن رقصة فوق طاولتي
والعناقيد تلتف حول الكؤوس
ولم يك بين المحيط وصوتي
سوى وجهها
ها هي الآن تجلس في آخر الليلِ..
والنادل الفظّ يسألها:
- تحتسين عرق?
تلف بلاداً من الأرجوان,
وما خلق الله حسناً بأرض القداسات..
ترفع عمر المحبين في طرْفها..
ينثني رأسها فوق رأس الحسين ورأسي
ويشتبك الحس بالحس
يأيها الألم البشري انتبه
أحتسي مثلهم (!)
تشعل الساهرين بثوبٍ..
وتعمد أن يهزم الناهدان فضاءاتِه
وتعمد أن يفضح الفخذان ادعاءاتِه
- كأسك .. سي.
دتي (!)
[هو النادل الفظ,
أم بعض من يبحثون عن اللذة الكاذبه?]
أدارت خيوطاً من الضوء في وحشة الدرب
قد حركت دمعتي..
واستطال الأسى
حركت وحشتي,
واحتسيت - مع الكأس - آخر أخبارنا
والبكاء توزّع بيني
وبين السكارى
فماذا احتسينا,
وماذا تُرى أحتسي?
عند باب (وشيطا)
نفخت القوافلَ, والأرض, والصدر, والبسمة الخادعهْ
كأني سأقهر كل الرجالِ..
وكل الممالك والليلةَ الجائعه
وصغت البلاد على نظرتين
وأنشأت سيفاً على جبهتي
وانتشيت بمحفظتي
والبلاد التي سوف يذكرهاالمطربون..
قبيل النقوطِ..
وبعد النقوطْ
تحسست رأسي..
فلم تزل النار فيه
وصوت جهاز المصففِ فيه
وأصوات كل القناني..
التي قد شربت وقد شربتني
- وما سوف أشرب - فيهْ
على الباب..
علّقت ناري
وأشعلتها مرتين
سأثأر في هذه اللحظات..
لكل الذين تمنوا شفاهاً وماارتشفوا
لكل الذين تمنوا سريراً وما اغترفوا
لكل الذين أحبوا..
بطهر الملائك والأنبياء وما اعترفوا
سوف أنتقم الآن من كل فاتنة
لم تصعِّر, وصعرت الآن
- يا لعنة الدهر -
باسم الحضارة والحب
قد صعرت خدها..
نهدها
قدها..
عند باب (وشيطا)
رفعتُ القيامة وانتفض الفتح..
ها إنني أدخل الوطن العربي
وقد غامت الأرض والكأس والدندنه
وها إنني أدخل الآن
والوطن العربي تعمَّد أن يشعل الساهرين
وأن ينتشي بالخيانة والصمت والملعنه
وها إنني أدخل الآن
والوطن العربي يحارب بالدُّفِّ والدّندنه
فكأسكِ .. كأسكِ. سيدتي (!)
- تحتسين عرق?
أحتسي مثلهم (!)