ابتهالات متعبّد لآلهةٍ تائهة - عبدالرزاق عبدالواحد

مليكةً أنتِ خُلِقْتِ،
ما خُلقتِ جاريَهْ
فكيفَ تَخرجينَ مِنْ مَجدِكِ هذا عاريَهْ؟!
..
ياني
أكتبُ للذِّكرى
كي لا تقولي مرةً أخرى
لو كان أوصاني!
لا تَخرُجي خلفَ رجلْ
للبابْ
حتى لو رَبّاً مِن الأربابْ!
..
فالشمسُ أمُّ النَّورْ
ثابتةٌ،
وكلُّ نجمٍ حولَها يَدورْ!
..
ضوؤكِ يُغْنيكِ
لا تُرخِصي الشَّمسَ التي فيكِ
..
وَلْتَحفَظي ياني
منّي، أنا الفاني
أنَّ الأنوثةَ التي فيكِ سَنا الإلهْ
ودُرَّةُ الإله
لا تَمْنَحِيها أحداً سِواه!
لا تأذَني لكائنٍ مَن كان
أن يَتبعَكِ
لا تسمحي لكائنٍ مَنْ كان
أن يخدَعك
بمظهَرِ العابدْ
هذا زمانٌ صارَ فيه الغولُ والإنسانْ
شكلُهُما واحدْ!
..
تابعةً ياني ستَصغُرينْ
متبوعةً ياني ستصغُرينْ
..
لو استطعتِ أن تكوني ألفَ الفِ مرَّةْ
جُزَيئةً من هذه المجرَّة
مدارُها وحيدْ
ترنو إليها أعيُنُ النجومِ من بعيدْ
وهي عليهِ لا تَحيد
بكبريائِها،
بنَبضِ مائها تُعيدْ
إلى السَّنا نشوَتَهُ الأولى
وروحَهُ الأولى
يَظَلُّ مذهولا
وهو يرى لنجمةٍ وحيده
تملكُ أن تُعيدَهْ
لصّفوِ قدسيَّتِهِ الأولى..!