بداية الطوفان - عبدالرزاق عبدالواحد

كنتَ عُمرَكَ حين تشاكسُكَ الرّيحُ تَشعرُ
تُبصرها،
وتُفَسِّرُها
حين لا عينَ إلاكَ أنتَ تراها
لستَ قَطُّ إلهاً
ولكنَّ قَلبَكَ كان يرى
كلُّ ظنٍّ سرى
كنتَ تُبصرُهُ
كلُّ وهمٍ جَرى
كنتَ تَشعرُهُ
..
قَطُّ لم يخطئ الظَّنُّ فيك
ولا أخطأَ الحَدْسُ فيك
وها أنتَ
تقرعُ كل المخاوفِ أجراسَها
وتوقظُ كل الهواجسِ حراسَها
وترى رؤيةَ العين
أن التي أنتَ أسرجْتَ قنديلَ قلبِكَ
وقفاً عليها
تراوغُ نبراسَها
وما زلتَ
من دهشةٍ أو ألَمْ
صامتاً كالصَّنمْ
فمتى سيعودُ الوليُّ الذي فيكَ
يُبصرْ
ومتى سيعودُ النبيُّ الذي فيك
يَشعُرْ
ومتى يستعيدُ الإلهُ الذي فيكَ هيبَتَهْ؟!