أغنية - عدنان الصائغ

أنتشي بكركراتِ طفولتك وهي تتكدّسُ على عشبِ عمري الذابلِ، بالكريستالِ الذي يتكسّرُ، يا امرأةً من ذهب وقميرٍ ودموعٍ..
أحاولُ لملمةَ هذا البحرَ الذي ينسلُّ من بين أصابعي، وأعني: شعركِ الطويلَ مذرذراً زبدَهُ وياسمينَهُ على الشوارعِ.. أينما تذهبين، تفضحكِ رائحةُ البحرِ وسربُ الفراشاتِ المحلّقة.. والمراكبُ
أنتشي بنعاس عينيكِ على النافذة
أنتشي باسمك،ِ نافورة موسيقى..
أنتشي بقمحِ أنوثتك
بالأغنية التي أرددها دائماً:
"أنا العصفورُ
وأنت الطفل
إذا لم تستطعْ أن تطلقني
فاترك لي - على الأقل - خيطاً أطولَ.."
خيطاً من الدموعِ
خيطاً من الذكرياتِ
خيطاً من الأحلامِ
أتعرفين كمْ يعذبني هذا الخيطُ الملتاعُ
الخيطُ النحيلُ - كالآهِ - الذي يفصلني عن الغاباتِ ومصابيحِ الشوارعِ، وصخبِ الأصدقاء،...
مالك تمسكين الخيطَ بهدوءٍ ودربةٍ
كأن ليس في نهايتهِ يرتعشُ عصفورٌ أحمقٌ مبلّلٌ هو قلبي
مالكِ تذهبين إلى سريرِ نومك وتنسين عبقَ جسدكِ في دمي فلا أنام
مالك تخوضين في الموجِ إلى ركبتيكِ وتنسين شبقَ الرملِ في شفتي
مالك تغارين من القصائدِ، وهي مراياكِ وقناني العطرِ والكرسيُّ الخجولُ
هكذا أنتِ، لاهية بكلِّ شيءٍ - كطفلِ الأغنيةِ –
ومتدفّقة بالحنينِ كجسرِ الصرافية
وحزينة كقوسِ قزحٍ يتبددُ...
وأنا لفرطِ بهائكِ
للجنونِ الذي يتسكّعُ معي في شوارعِ حبكِ
أحاول تدجينَ هذا القلب ليكون أقلَّ شراسةً وجنوناً
كي لا يخدشَ نعومتكِ
أعلمه "أتيكيت" الجلوس في حضرةِ جمالكِ الآسرِ
كي لا يمدَّ أصابعَهُ إلى شعركِ ويسرق نجمةً أو برتقالةً
أحذّره من ترديدِ أسمكِ - على الأقل - بين الأشجارِ والنساءِ والصحفِ، كي لا نكون - أنتِ وأنا - فضيحةَ العصرِ على الألسنِ...
لكن هذا القلبَ العاقَ الغريرَ
رغم الوصايا
يقعُ في الحماقاتِ نفسها
ماذا أفعلُ؟
إذا كان هذا القلبُ
لا يريدُ أنْ يكبرَ
*******