كما تدخلُ شَارعاً بالخطأ - علي محمود خضير

ليستْ لي
هذه المكتنزةُ بالمسرّةِ
شفيفةُ البسمةِ
محتالةُ اللفتات
ليستْ لي إذن،
هذه الضحكةُ خلفَ البابِ
همسُ العناق
وغوايةُ الخدر
.....
..........
حسناً لأفتحِ النافذة
فثمةَ مطرٌ خفيفٌ يهبط
ثمةَ ريحٌ تسفو بقايا العابرينْ
...
ثمة يومٌ جديدْ
الرويشد*
أيكونُ النهرُ أقربَ من أيِّ يومٍ مضى؟
وتكونُ لي برودتُهُ كُلُّها
وأمنحُهُ الرجفةَ.
النهرُ البنيّ
يشفُّ عند أقدامِ النسوةِ المعتمَّاتِ بالمَلملِ الخشن
يتركُ للجرفِ محاراتٍ هادئةَ اللون
وأكداسَ طينٍ حرّي يجفّ
وبينما (الزيزُ) يشكو ويعتاش
تغفو الطحالبُ الخجولةُ بين شقوقِ المشاحيف.
...
..
خضراءُ خضراء
عيونُ الرويشديات
وطويلةٌ هي النهاراتُ هنا
لكلابِهم ماؤها
وما يكفيها من النباح
وللطينِ السيادةُ والخلودُ
الفلاّحُ المدخِّنُ
يرمقُ صغارَهُ بالرضا
أولئك،
أخلاء الطين
بشعورهِم الشقراء المشعثة
وجلودِهم العارية.
...
طويلةٌ النهارات
خضراءُ عيونُ المارة.
*الرويشد: قرية تقع على ضفاف دجلة في قضاء ( علي الغربي).