البِـدع - علي ناصر كنانة

في "حديقة البِدع"
افترشتُ العشبَ
وغفوتُ تحت العراقْ.
كانَ السعفُ ينتشلُني
من المجهول..
يعود بي أربعينَ عاماً
ويهطلُ بلَحاً على رأسي.
وحينَ سارعتُ لالتقاطهِ
قبْضَ ريحٍ عادتْ يدي.
*
في "حديقة البِدع"
غفوتُ على عشبِ المجهول
أحلمُ بعراقٍ ما فتئَ ينأى
وقريباً يرتّجُ في عروقي
ولا أراه.
وحينَ أيقظَني صديقي
لم يكُ قد تبقّى من العراق
غيرُ الحلمِ بالعراق.
*
آسيويون
يباشرون سقيَ العشب
وإبراهيم يعودُ قافلاً إلى بيتهِ
وأنا أقبّلُ جبينَ طفلي قبل أن أنام..
أنامُ في بيتٍ ليسَ بيتي.
منذ ربع قرن وأنا أحلمُ
بالنومِ في بيتٍ لي
في وطنٍ لي.
*
ـــــــــــــ
* البِدع: حديقة عامة على كورنيش الدوحة.