أمضي إلى عزلتي - علي ناصر كنانة

مثخناً بجراحي أجرُّ الهباءَ
المبعثرَ خلفي كما جدثٌ
تنبشُهُ الطيرُ،
لا لوعةَ الغاربينَ مثلَ التياعي
ولا خيبةَ الخاسرينَ
من بعضِ ما كبّدتْني الفجيعةْ.
مثخناً بجراحي
ولستُ لأنكرَها ذي جراحي..
التي محضُ صنعِ يدي.
والسيوفُ التي أُنصِلتْ في ترابي:
سيوفي..
والخناجرُ
والسكاكينُ تقطرُ بعضَ دمي..
ولستُ – إذا شئتم الاختصارَ –
سوى مارقٍ.. قاتلٍ
قتلَ النفسَ التي حرمَّ اللهُ
حين في لجّةٍ من "نَعَمْ"
قال: "لا"...
قاتلٌ.. لستُ أنكرُ،
والآخرونَ همُ الأبرياءْ!!
*
لستُ بريئاً لأنّيْ:
إذا صاحَ جرحٌ
ببغدادَ،
بيْ – قبلَ أن يصلَ الصوتُ –
ألفٌ تُصـاحْ
إذا طاحَ ظلُّ العراقيِّ
خلفيَ
أصرخُ بالوطنِ المستباحْ:
أَ نحنُ رمادٌ وأنتَ الرياحْ؟
وأصرخُ.. أصرخُ
حتى يصيحَ معي الديكُ
حانَ الصباحْ!
....
لستُ بريئاً لأنّيْ
إذا ركضَ اللاهثونَ
نحو الوليمةِ
أمضي إلى عزلتي..
هيَ حريّتي..
هيَ هذي السنون التي
غائرٌ جرحُها
وهديلُ الفراقْ
هيَ هذا الجميل الذي يتشظّى
هيَ هذا الجليلُ الذي
جذوةٌ في الضمائرِ:
ديدنُهُ: يتلظّى
هي هذا العزيزُ العراقْ.
*
صيف 2003