المهاجـر - علي ناصر كنانة

إلى سفيان الخزرجي.. المعلم الأول.
*
أيها المهاجر في فضاءات الجنون
باحثاً عن حفنةِ عقلٍ
تغسلُ ذاكرةً تتصدأ..
عن حفنةِ حلمٍ
تغسلُ عقلاً يتصادى
في ليلِ الصمتْ..
هاجراً الأجوبةَ البائسةْ
منقّباً في ثنيّاتِ الأسئلة
عن أسئلةٍ أكثر استفزازاً
لاستحلابِ الإجابات الغائبة..
سادراً لا تثنيكَ الوحدةُ
غيرَ آلفٍ هذا الزحامَ الغبي
متجهماً تقتحم العتمةَ
تنّقبُ عن خيطٍ مهملٍ: يضيءْ...
ترتفقُ معه - باتفاقٍ أو بغير -
وتهاجران معاً.
أيّها المهاجر
في فضاءات الجنون
لا تغرنّك استمالات العقل!
فالصحراء كانت هناك..
والجنون هو الندى.
أغتسلْ.. وامضِ!
العراقُ - الذي تعشقُ حتى الموت -
لا يمنحُكَ سوى العتمة في الزمن
والقبور في الجغرافيا
والبؤس في التاريخ.
هاجرْ أيّها المهاجر!
بالغْ في هجرتكَ!
وحين يعودون
بألف عمرٍ عليكَ أن تتردد..
فاليرابيع التي عهدتَها في الرمال
تلاحقُكَ في حلّة من جليدْ.
حذارِ من الزمن اليربوعي.
تمسّكْ بالجنون
وواصلْ الهجرة!
الهجرةُ أريكةُ الأسئلةْ
والجنون: الندى
اغتسلْ وامضِ...
*
31 يناير 1999