أناخبُ الخاسرين! - علي ناصر كنانة

تضيقُ بي ...
تلك أرديتي ...
فتنزعُني ...
وألبسُ جلدي ...
يلفحُني العراءْ ...
لا ألتفتُ لبؤسي
ولا أصالحُ ثوباً
يضيقُ بي .
*
عن كثبٍ
يراقبُ المارةُ البدينونَ
عريي
ويتخيلون
تضاؤلي وانقراضي -
بهم ... أستهترُ
ببصاقٍ بدينْ.
*
رأسٌ عنيدةٌ
وسقطُ متاع
ليس إلاّ ...
أقاتلُ الخناجرَ
المتربّصةَ بي .
*
القولُ الذي لم يجدِ ...
لن يجدي
الحلمُ الذي لم يُستحضر ...
لن يحضر.
الأغنيةُ التي تهشّمتْ
في حنجرةِ المغّني ...
لن يلمّها أحد.
الأصدقاءُ الذين كبوا ...
لن ينهضوا .
والشهداء:
[الخاسرون الوحيدون]
لن يقوموا .
فلا تشتموني ...
سأخلقُ قولي ...
وصحبي ...
وأغنيتي ...
وحلمي ...
وأملأُ طاولتي بالكؤوس
لأناخبَ الشهداءْ .
*
ستوكهولم- مارس 1992