تحوّلات الغزالة - علي ناصر كنانة

(1)
جفلتْ وعولي...!
من جنوبِ الغزلان:
غزالةٌ
أسكرتْ العشب
فاهتاجَ الحنينْ .
...
من جنوب الحنين:
غزالةٌ
باغتتْ الوعول
فانتفضَ العشبْ.
...
من جنوب العشب:
غزالةٌ
لثمَتْ الحنين
فهدأتْ وعولي.
*
(2)
احتفتْ الشمسُ بشَعرِ الغزالةِ المنثورْ
وارتدى الصباحُ خصلاتِ الحنّاءِ
أمواجاً ملوّنةً على ضفافِ الخرافة
/ اغتاظتْ المساءاتُ الشفيفة!/
...
كباقةِ مسكٍ مخنوقٍ
جدّلتْ الموجَ
فاستراحَ على كتفها
ثعباناً أليفاً :
/اغتاظتْ النسائم!/ .
...
بإهابِ الحيرةِ
حدّقتْ في مرآةِ الدهشةِ
تتأمل شيئاً ما ...!
انهارتْ على قدميها المرآةُ
محتقنةً بالذهولْ!
...
طائري المشاكسُ
صادقَ الشمسَ والحنّاءَ
والليلَ والنسائم ...
بنى عشَّهُ في قَذالها
وحين غرَّدَ
سكنتْ المساءات
ورقصتْ النسائم!
*
(3)
استيقظَ الحلمُ بين أناملها
وعلى حريرِ موّدتي
- من عناءِ البكاءِ - غفَتْ.
...
استيقظتْ بين أنامل الحلم
ومسحتْ على جبيني
بتراتيل الخوف.
...
دثّرتُها بأجنحةِ الدفء
وناغيتُها مثلَ طفلة:
(أنتِ بردانةُ..
فاستريحي).
نامتْ ثانيةً..
واستيقظتْ..
نامت... واستيقظتْ..
نامت...
واستيقظتْ
ونامتْ...
وأنا أحرسُها
- لا أدري لماذا...
ذعراً من مجهول!
استيقظتْ بين أنامل الحلم:
- (أنتَ أو القبر).
ونامتْ...
ونمتُ على حرير الطمأنينة!
*
(4)
استيقظتُ بين أنامل الفزع:
السريرُ خائفٌ
والجدران لا تجيبْ!
ناديتُ سراباً:
عيناكِ : البحرُ
ومراكبي هامدةٌ في المرافئ.
عيناكِ : الفضاءُ
وأنا طائرٌ.
عيناكِ : الصوتُ
وأنا قصيدةُ مقموعة.
عيناك : الحياة ُ
وأنا أحتضر!
ودون أن تلتفتْ:
انحسرتْ
ونأتْ
وصمتتْ
وفنيتْ.
*
2 نوفمبر 1989