لولاك - عمر محمود عناز

الصَّمْتُ مَقبَرةٌ مِنَ الكَلِماتِ
ياضَوءاً تَكسَّرَ في العُيونِ
المُتعَبة
وَأَنا بِلا جَدْوى الحُضور
بَذَرْتُني محّارَةً
فوقَ الضِّفَافِ المُجدبة
وَأَنا خَبأتُ الحُلْمَ تحتَ أَضالِعي
وَدَسستُ وَجهي
خلفَ ظِلِّ المَكْتبة
فقَرأتُ في فَوضى السُّطورِ سَكينةً
قد كِدْتُ أَغزلُها لأجلِك مَصْطبة
***
وَغَسَلْتُ أَنفاسَ المَساءِ بِدَمعَةٍ
غَزَلَتْ رَحيلي
خلفَ ضَوعِ سَجائري
فَهرَسْتُها
فَتَبَعثَرتْ أَغصانُها
بَعثَرْتُها
فَتَفهرَسَتْ بِأَزاهِري
هيَ دَمْعَةٌ
تَبِعَ السُراةُ بَريقَها
حينَ اختَفتَ ضفَةُ الصَّباحِ السّاحرِ
سَكَرُوا
وَقَدْ تَركُوا أَباريقَ الرُّؤى بِيدي،
وَأَطفَأَهُمْ رحيقٌ شَاعِري
***
لولا تَجليّكَ السَّماويُّ الَّذي
خَفَقَتْ بِحَضرَتِهِ النُّفوسُ الطيّبه
لَولاكَ
ماانجَذَرتْ أَصابِعُ دَهشَتي
في رغوةِ الأشياءِ
وَهْيَ مُذَهَّبه
أبداً
وَلا انفَرَطَتْ حَمائِمُ غُربَتي
في لاانتهاءِ الأُفْقِ
وَهْيَ مُغيّبَه
فَدَعِ امتدَادكَ في شُحُوبِ مَسافَتي
يَختاطُ لي لُغةَ الأَماني المُعشِبه
***
نَهْرٌ يُفتّشُ عَنْ مَدَاهُ بِخَاطِري،
وَمُويجَةٌ
ذَبُلَتْ بِحُضنِ دَفَاتِري
وَنَضَارةٌ فِينا تَوقدَ ظِلُّها
فَهْيَ احتراقٌ في احترَاقِ الاخرِ
وهيَ انمِحَاءٌ في " المساءات " التي
سَكَبَتْ كُؤوسَ الضوءِ بينَ نَواظِري
فَتَبرْعَمَتْ في وَجنَتيَّ مَواعِدٌ
لِمَواعِدٍ
بعد الخَميسِ العاشِرِ