الطين آخر ما تبقى - عمر محمود عناز

عنوانُ وجهي
أنني لا أبصِرُ
ودليل خطوي في البلاد
تعثُّرُ
عمري انتماءٌ للضياع
كأنما أنا في كتاب الميتين مسطّر
رتقت أثوابي لعيد لا يجيء
لأنه ذبل النهار الأخضر
ماذا!!
أيعقل أن يعرّشَ في دمي نخلٌ
وحناءٌ
ولا أتبصّر*
أعراق أخشى أن أجرّح ياسمينك
حين يجلدني لديك تذكّر
الطين آخر ما تبقى فيك
مات الناسُ،
وانطفأ المساء المقمر
خذ نصف عمري،
كل عمري،
اعطني عينا أراك بها كما أتصوّر
الحزن شيخ من دموعٍ بين أحداقي..
تدخّنه السنون
ويزفرُ
مازال مذ ألفٍ يهندس قرفصاء الصمت،
يقترف الغياب،
يفكّر
ويعيد أرخنة الحرائق في دماي
لأن تقويم "الذوات"
مزوّرُ
أنا بين كفّيك اتقدّت قصيدة أولى
فما للوزن فيك مكسّرُ
بي منك عاصفةٌ
مجنّحة الهوى
في كل ركنٍ من فؤاديَ تهدرُ
قلّمت أظفاري
لعلي حين ألمس وجهك الوضاء،
تولد أنهرُ
ولعلني إن جئت مُختدشا كرومَك
سال منكَ على شفاهي سكّرُ
يا أيها الوطن الخرافي الذي
هو لعنة كبرى
وعشق أكبر
عيناي مغمضتان
فاستجمع ظلالك فيهما
كي تستفيق الأعصر
وازرع بشباك الأميرة بابل " الأزهار "
يقطفْها نبوخذ نصّر
أنا كيف أزعم أن مَوْصِلِيَ انطفتْ
والجامعُ النوريُّ فيَّ يُكبِّرُ
" باشطابيا "
" وقره سراي "
ونينوى
ومقام خضر الياس ضوعٌ أخضر
هي بعض أنفاس العراق ترقرقتْ
فإذا الحضارات
انبثاق مبهرُ
* إشارة إلى مدينة البصرة التي تشتهر بالنخل والحناء.