شهقاتٌ في زمنٍ مُختَنق - عمر محمود عناز

إلى وطن..
يا أيها الوطنُ المذهب
يا الذي
سكبتهُ كفُّ الشّمسِ في أحداقي
يا نبضَ قافيتي الذي أحتاجُهُ
لأموسقَ اللبلاب في أوراقي
متورطٌ بهواكَ
مُذْ علّقتني تمراً
يشاكسُ فكرةَ الأعذاقِ
***
إلى شجرة..
ولِدَتْ عجوزاً قبل بدءِ الأعصُرِ
وتجذّرتْ في غابِ عمرٍ مقفرِ
رأتْ الذي ما لو رأى مُتَبَصِرٌ
لامتد في عينيه جسرُ تذكّرِ
هي معجمُ الأغصانِ
قد جمعت به
خجلَ الطّري
ودمعةَ المُتَكَسرِ
***
إلى نهر..
نهرٌ بذاكرتي يُضاءُ
نهرٌ،
ترتّله الدلاءُ
نهرٌ شواطئه ترتّقها مواعيدٌ ظماء
نهرٌ مُدانٌ
كل تهمته
بأن الماءَ....ماءُ
***
إليّ..
يداهمني السكوتُ
لأن صوتي
تفتّقَ عن بلادٍ من كلامِ
لأن بداخلي أسراب حزنٍ
تفتّش فيَّ
عن غصنِ ابتسامِ
لأن أنوثةَ المعنى فضاء
تؤثّثه انكساراتُ الغرامِ
***
إلى مسافر..
( جدْ لي وإن في العرا
غصناً ألوذُ به )
فكل غابات عمري
أصبحتْ بددا
أنا المسافرُ
مُذْ كانَ النهارُ فتى
مُذْ كان دجلة في بالِ السحابِ ندى
مُفتشاً في فجاج الأرض
عن وطنٍ
أضاعَ تابوتَه
في زحمة الشُّهدا