خمس لوحات لخمس صلوات - فائز يعقوب الحمداني

الفجر
...
أستعير صمتك لأصلي..
هكذا أتوضأ.
...
أبارك الجمال
وهو يرسم خاطري
على قماشة مترفة
من الخجل..
هكذا أصلي.
...
الكلمات تغيب
تاركة لي التفاصيل
مجردة
من أصباغها المعتادة..
هكذا أؤمن.
...
قلبي وهو ينشر أشرعته
ينسى أن يرقع
ثقوب العاصفه
هكذا أحب
...
أدع كل على نقيصته
وأرمي بالكمال
في زجاجة الفكره
ليقرأه العابرون على
بحر الشك
هكذا أدعو
...
أرى كل شيء
أزعم أني لا أراه
أحدث الزهرة
والسيف
الفراشة والمشنقة
الأحلام والدماء
هكذا أنا سعيد
***
الظهر
...
ترتفع الشمس
كالصلاة
من مسجد..
يتفتح وردة من
مصلّين
بين أوراق الدروب
الشمس تسأل الوردة
بركتها واسمها.
الخطوات تتابع
الخطوات بذور الأرض
حيث يحلو للفرشاة أن
تتنزه وتبحث
عن وردة
تركتها
ابتسامة الطريق المطمئنة
***
العصر
...
أن تختار النهر
وتترك اللون كله..
هي لوحة
قبل أن تبدأ
يبسط الشجر اخضراره
بعيدا عن
كلمات الجرف
ويمتد .
الحضور والغياب
صوت واحد
في لحظة عناق
يلتقي الإشراق والعتمة
في حياد صارم
ليكسر الصمت
إيقاع القدر
***
المغرب
...
الشمس كائن صاخب
يتقن الوداع
ريشة أرجوانية..
على أي الغيوم
تركت توقيعا؟
لون ناعم..
على أي القلوب
ركزت جرحا؟
أي الصلوات أقرب للقلب..
البداية أم النهاية ؟
أم أن الحقيقة
باب مغلق فسيح؟
قلبي مجرة ..تتساءل.
***
العشاء
...
في اللون الخامس
للفرشاة
الرب يلملم زينته
تاركا للقماشة
بقعة من خيبه
الخيبة ذكرى معتمة..
لفوانيس من قش مصلوب
للفوانيس هالة
أغتصبها حلم..
أفسد التوبه
الرسام يرحل
بلا ضوء.