جلجامش - فواغي صقر القاسمي

جلجامش...
هل أناديك إلها....
فأقف خاشعة بين يديك ..!
أم أناديك عاشقا بشريا...
فتسقط بين يدي صريع هوى ...
رحلت بعيدا و أنت تبحث عن الخلود ...
هل أدمتك الشجرة الملعونة في أعماق اليم الشيطاني
هل تقطعت أنفاسك لاهثا تبحث عن سر الخلود ....
.
أه ٍ جلجامش ...
أنكيدو عرف سره فرحل من كوكبك ...
ليخلد في الخلود ذاته ....
و أنت رحلت تائها...
ولم تعرف سر وجودك ...ولا سر رحيلك ....!
هناك ...
حيث انتقام الأنثى ... عشتار ....
عشتار الآلهة ...
عشتار العاشقة ....
عشتار الغاضبة ....
تركت لبابل ملحمة خلود....
هزمت الفـََرَسَ و الفارس ...
الحكمة و الحكيم ...
الصديق و الوحش ...
وهزمتك أفعى!
فهل استوعبت الدرس !
أنت لا تستطيع أن تتحدى الأفعى ...!
فهل أدركت تقاسيم نواميس الكون !!
.
أيتها الأفعى المنتقمة ....
سمك عسل ..
و جلدك سندس و استبرق ....
يندفع إليك جبابرة الشهوة ...
فتلتفين عليهم بحبائل دهائك ...
وتبقين المتربعة على عرش الغريزة ...
و الذكاء و الخديعة ...
حيث لا وجود للبلهاء ...
ولا لذكورية الأغبياء ...
فمقياس الشجاعة مقرون بمقدار الإغواء ...
.
فهل استوعبت الحكمة يا جلجامش!!