الوقت تعصره المنون - فواغي صقر القاسمي

ومضيت في لجج التعثـّر ِ
في متاهات العبورْ
الظل أتبعهُ ، فيقصي عن مدَى بصري الرؤى
ليعيد هندسة النوايا
للدموع ِ الجمر ِ
للزمن ِالذي لايرعوي
و لوابل الآلام تنخرُ في مفاصل حيرتي
صور المرورْ
،
و تفرقوا
و الوقت تعصره المنونْ
،
قلبي تفرّع َ ألف أغنية
تنوح ُعلى الأماكن ِ و الزمانْ
و على شفيف ِ العمر تهجرهُ
أماسي الذكرياتْ ..
و الصحبة البيضاء تشربُ كأس أنْسَتِها
و ليل السامرينَ يدندنُ اللحنَ الحزينْ
فدعوا السقاية
لا يطيب لكم نميرْ...
،
و تفرقوا
و الوقت تعصره المنونْ
،
حقيبتي قمرٌ أخبـِئُني به ِ
فتحملني النجومُ تطوف بي
و تطوف بي
و تطوف بي
فأغرفُ من سحابات ِ الهطول حرائقي .. !
و يطفئُِني الشرودْ ..
لأعود أبحث من جديدْ
فلا أرى ظلّ الصديقْ
غاب الجميعْ
و الليل داج ٍ لا يفيقْ
و أنا أكيل مواجعي
و أغرسها على تلك الضفاف الحائرات بوحدتي ..
فأعيد تنسيق الشعورْ
،
و تفرقوا
و الوقت تعصره المنونْ
،
وبقيت دون العالمين
غريبة ..
وحدي بمنفى حيرتي
و الوقت مسفوك بأفك الغادرين ،
العابرين على سنين الحزن
في الزمن الحزون
أوكلت للريح السهوج صواعقي
و استسلم القلب الذبيح
مهادنا ، متسائلا
ماذا عساي بأن أكون لكي أكون !
،
لأعود أحترف الحنينْ
فوجدتـُني وحدي مع الأشباح تتبعني
لتنهش هدأتي طورا ً ، و أطوارا ً تبادلني الأنينْ
و أهيم في درب ٍ طويل ٍ
موحش ٍ... شرس ٍ .. مريرْ ...
ومضيت اقترفُ الجنون ْ ،،
ببلاهة الدرويش أبحث عن صديقْ
و أعود أسأل بومة سكنت بقلب ِالدوح
عن غرس ِ الزنابق ِ في الحقول ِ
وعن طيوف ِ الناسكينْ
،
فتنوح ْ ...
ثم تتركني و ترحلَ في الفراغ ْ
و الوقت تعصره المنونْ
،
فألملم الريش الـ تناثرَ من جناحيها
وأنظمه خيالا ً
ثم ألبسهُ رداءا ً من تعاشيب ِ الفصولْ
فيؤنسني ..
يبددُ غربتي ..
وأسير أجترُُّ المسافة في المسيرْ
و بجانب الطور الجريح ِ ثويتُ
لا همسا ً و لا نبسا ً و لا ضوءا ً يسيرْ
وحدي ووحدتيَ الكئيبة ُ
و المدى عدم ٌ
لتعصرني المنونْ ..!