بابل يا طهر الدم المهدور - فواغي صقر القاسمي

آه ٍ
من وجع يقتنص الفرحة
من ثغر الطفل
من رعشة هدب النخل
من ناعور ٍ يعزف
موالا لملاك النهر
مئذنة ثكلى
و بنوها مزقهم
ساطور الثأر
نهر سرح عينيه
على شطآن الموت
و الدمع الأحمر
يغرقه بسباق الوقت
آه ٍ
من وجعك يا بابل
سنبلة أرخت للريح
مفارقها
فاقتلع الطوفان الريح
عبئها في عين دخان
في دمدمة الصوت الهادر
بالإعلان
في قبر يحتضن
الأعمار و تقتله
أحزان الأقدار
و نواح سفينة تاريخ
أصمتها
شغب الإبحار
أوروك .....
شتات الزهرة من ساقية النور
و جفاف الطين
المتساقط من حقل سماء الجور
ياليل ديموزي الحالك
و نثار الشغوار
حطام القلب المحزون
والأرض الموبوءة
بأبخرة الموت
و دموع النرجس و النوّار
و سياط الجلاد
تسلخ جلد الفجر
و حلم الطفل
و حكايا آشور و بابل
و ضفاف الفرحة
و الأنهار ..!
سطر يا تاريخ بلادي
بمداد الطوفان
بمذاق الحسرة
من حانات العفن
الـ ينخر في قافلة الأشلاء
لبقايا من كانت تدعى
يوما عدنان !
قد كان هنا وطنٌ مرسوم
بجلال العزة و الإسلام
و تفرق ذاك الدّمُّ الطاهرُ
بين مواخير الأقزام
لا نامت خائنة الأعين
من حاكت من جلد الأفعى
أشطان الإعدام !