تلك السَّعادةُ غائبة - كمال سبتي

تلكَ السَّعادةُ غائبةْ
صبرٌ مضى صبرٌ سيمضي وهيَ طعمٌ ما تَمَطَّقَهُ الّلسانُ
كأنما منذ الأزلْ
وكأنما من ليلةٍ أو ليلتينِ
كأنما ولِدَتْ بإسبانيا القريبةِ كالأمَلْ
أو كالأزلْ
وكأنما اندثرَتْ بأريافِ البلادِ الواطئةْ
تلك السَّعادةُ غائبةْ
هيَ ها هنا قولوا وربتَّما سأضحكُ من ظنوني
كأسُ شايِ الصُّبحِ والبيضُ المكرّرُ كلَّ يومٍ والدَّجاجُ السَّهلُ في طبخِ الغَداءِ
ورحلةُ الأرزاقِ من بيتي إلى سوقِ النَّبيذِ الحُلْوِ مرتفعِ الكحولِ
وعودةٌ حتّى بلا أدنى صَفيرٍ للمزاحِ معَ النِّساءِ
بلا فضولٍ للكلامِ عن السَّماءِ وغيمِها
وبلا خُرافةِ أنْ ترى عينايَ في المَشْيِ الطَّريقَ
مخافةً مِنْ أيِّما عَثْرٍ ،
وإلاّ دندنةْ
بقصيدةٍ في المَشْيِ عن إيلامِ إسبانيا:
"إليها.. ثمَّ لا تَرجِعْ ولا تَرجِعْ."
سأضحكُ من ظنوني كلَّ كأسٍ من نبيذٍ ، كلَّ دندنةٍ ببيتٍ أوَّلٍ ،
وبغُصّةٍ في الدّندنةْ :
تلك السَّعادةُ غائبةْ
_______
هولندا
23-9-2005