ألشعرُ في خَطر - ليث الصندوق

الشعرُ في خطر
فلتهدر ِالمدافعُ الصمّاءُ في مسامع الموتى
* * *
الشعرُ في خطر
فلتحرقوا أهدابكم لتهربَ الأحلام
ولتنتظمْ في السُوط نجماتٌ الضحى
لتجلدَ العميان
ولتخرج ِالثمارُ في تظاهراتٍ صاخبة
ذائعة بيانها
ضدَّ جيوشِ القحطِ والأملاح
* * *
الشعرُ في خطر
فالشعراءُ طاردوا غزالة الأحلام بالمرسيدس
واستنبحوا النجومَ فوق شرفة السُرَاة
ورقعوا بنابهم أحذية الحاكمين
وأقنعوا ثورتهم بالنوم في خزائن البنوك
واكتحلوا بالعمى
المُقلُ النجلاءُ ما عادتْ تَصُبّ الزيتَ في القنديل
شرفاتنا أشرعة محطومة
تغوصُ تحتَ موجةِ الظلام
أيتها الخيل التي
تكنسُ أعرافك عن مداخل السماءِ أرواحَنا ،
وتكنسُ الهواء
دنستِ الهواءَ أنفاسُ الذي لا يستحقُ الحياة
* * *
الشعرُ في خطر
أظفارُنا تُغمدُ في أعناقنا
قلوبُنا ترفسُ في مَصائدِ الفئران
ألصحفُ البيضاء مثلَ راية الأسرى
تبصقُ عارَ الحِبرِ في الوجوه
* * *
الشعرُ في خطر
ألحانُهُ شوكٌ على وسادة
همومُهُ قلاعُ فحم دونما نوافذ
حُرّاسُهُ ناموا على موائد اللصوص
والعازفون استبدلوا مِعزفهم بدفتر الصكوك
فلتلفظ ِالمطابعُ الوصيّة الأخيرة
ولتضطجع مطليّة بالزيتِ في ( مقابر السكراب )
مطعونة في شرفِ الأحبار ِوالأوراق
* * *
الشعرُ في خطر
والوهمُ في خطر
كلاهما يُفرغ في أحشائِهِ مطفأة الحريق
كلاهما يَبحث عن أشباحِهِ
داخلَ قنينة خمر ٍفارغة
كلاهما يبيع ثوبَ العيدِ في المآتم
* * *
هانئة نومتنا في كفن
باردة أطرافنا
كأنها قوالبُ الجليد
غنوتنا
مثلُ صفير الريحِ في مقبرة
نستوقف الرياحَ
كي تحملنا في عرباتِ الهشيم
بعد انتهاءِ حفلة التنكّر انتزعتُ وجهي
ملقيا ً به إلى القمامة
أمّا قناعي
فلقد منحته حَقيَ في ميراث أجدادي